إسرائيل قد تكون قصفت الميليشيات الإيرانية في محافظة حلب

قبل فترة تساءلنا عن الضربات “الغامضة” التي أصابت الميليشيات الإيرانية شمال حلب وجنوبها.

هناك ثلاث جهات محتملة نفذت هذه الضربات:

1. إسرائيل.

2. أميركا.

3. تركيا.

الاحتمال الثالث هو أضعف الاحتمالات لأنه يتناقض مع السياسة التركية.

السياسة التركية هي غير واضحة لبعض المراقبين لأن أردوغان يطلق تصريحات متضاربة. في بعض الأحيان هو يهاجم ذيل الكلب وفي أحيان أخرى هو يتحدث عن التطبيع معه (كما حصل اليوم). لكي نفهم السياسة التركية لا يجب أن نعتمد على الكلام الذي يقوله أردوغان وإنما يجب أن ننظر إلى ما يفعله في الواقع.

هناك في سورية ثلاثة معسكرات:

1. معسكر الجهاديين (داعش وثوار الائتلاف).

2. المعسكر الأميركي (قسد).

3. المعسكر الإيراني المدعوم من روسيا (ذيل الكلب).

في الواقع نحن نرى أن أردوغان يسعى للتحالف مع المعسكر الثالث ضد المعسكر الثاني. أردوغان قدم حتى الآن تنازلات جسيمة لإيران في مقابل إقناعها بالتحالف معه والسماح له بلعب دور في سورية (يكفي فقط ما فعله في حلب). في مقابل تنازلات أردوغان هو حصل من إيران على بعض التنازلات (مثلا هو حصل على مدينة جرابلس). الإيرانيون لا يريدون منح أردوغان المزيد من التنازلات لأنهم لا يثقون به ولأنهم لا يشعرون أنهم مضطرون لمنحه تنازلات إضافية. هذا حاليا هو جوهر الخلاف بين أردوغان وإيران. الخلاف لا يتعلق أبدا بقضية إسقاط ذيل الكلب وإنما بقضية الباب وبعض القضايا الموضعية الأخرى في شمال سورية. أردوغان شطب فكرة إسقاط ذيل الكلب من سياسته بشكل كلي. عندما تحدث مؤخرا عن إسقاط ذيل الكلب هو كان فقط يريد أن يضغط على الإيرانيين.

بناء على فهمنا لسياسة أردوغان أنا أستبعد أن يكون أردوغان قد قصف أية ميليشيات إيرانية في سورية. هو يسعى لاستمالة الإيرانيين ومن الواضح أنه لا يريد أن يدخل في أية مواجهة معهم.

أردوغان ينظر إلى الإيرانيين وذيل الكلب بوصفهم حلفاء له ضد قسد والأميركان. أردوغان يعتقد أن دعم أميركا لقسد هو مؤامرة تستهدف تركيا. لكي يتصدى لهذه “المؤامرة” الأميركية هو يحتاج لحشد كل قوى المنطقة ضد قسد. لهذا السبب هو يستميت لعقد تحالف مع الإيرانيين وذيل الكلب ضد قسد. هو سوف يحاول قريبا أن يعيد معارضة الائتلاف (أو قسما منها على الأقل) إلى حضن ذيل الكلب في دمشق بهدف “تطبيع الوضع في سورية” كما قال اليوم رئيس الوزراء التركي. معنى ذلك هو أن أردوغان سيحاول أن يشرعن ذيل الكلب دوليا لكي يقول بعدها أن قسد لا تحظى بشرعية في سورية ولا يحق لأحد أن يدعمها.

مخططات أردوغان هي واضحة للأميركان والإسرائيليين (ولكنها على ما يبدو ليست واضحة لآل سعود. ربما تكون اتضحت الآن بعدما حصل في حلب). الأميركان لا يهتمون بما يفعله أردوغان مع ثوار الائتلاف، ولكن الإسرائيليين هم منزعجون مما يجري، ولهذا السبب هم بدؤوا مؤخرا بحملة قصف لمواقع إيران وذيل الكلب.

أنا أرجح أن إسرائيل تقف وراء كل عمليات القصف التي حصلت في سورية مؤخرا، بما في ذلك القصف الذي تعرضت له مواقع الميليشيات الإيرانية في محافظة حلب. إسرائيل تملك طائرات دون طيار قادرة على قصف أي مكان في سورية. الإسرائيليون يستطيعون إرسال هذه الطائرات إلى سورية دون الحاجة لغطاء من أحد. هم ليسوا مضطرين لاستئذان روسيا أو أميركا أو أية دولة أخرى.

الحجة العلنية التي يطرحها الإسرائيليون هي أنهم يريدون “منع انتقال التقنية المتطورة إلى حزب الله”، ولكن الهدف الحقيقي للقصف الإسرائيلي هو منع انهيار ثوار الائتلاف أمام ذيل الكلب وإيران. الإسرائيليون لا يستطيعون أن يصرحوا بالهدف الحقيقي لقصفهم لأنهم لو فعلوا ذلك فسوف تحتج روسيا بحجة انتهاك سيادة ذيل الكلب (وأيضا باراك أوباما سيحتج بحجة أن القصف الإسرائيلي يجرح مشاعر إيران ويفسد الاتفاق النووي).

تركيا تملك طائرات دون طيار وهي تستطيع أن تقصف ذيل الكلب لو أرادت ذلك. السبب الذي يمنع تركيا من قصف ذيل الكلب هو سبب سياسي بحت. الأتراك لم يريدوا يوما أن يهزم ذيل الكلب عسكريا. هم يعتبرون أن انهيار ذيل الكلب يصب في مصلحة الأكراد. هدف الأتراك كان دائما الضغط على الإيرانيين لعقد اتفاق معهم وليس هزيمة ذيل الكلب.

لو صدقنا الكلام الروسي حول براءة ذيل الكلب من قصف قوات “درع الفرات” فمن المحتمل أن إسرائيل تقف أيضا وراء ذلك القصف، لأن الإسرائيليين يدركون أن التدخل التركي في سورية يصب في مصلحة إيران وذيل الكلب. ولكن هذه الفكرة هي خيال جامح بحاجة لمزيد من الدلائل لإثباته.

المعارض السوري خالد الخلف شكر إسرائيل على قصف ذيل الكلب، وأنا أشكر خالد الخلف لأنه شكر إسرائيل. كل معارض سوري يجب أن يشكر إسرائيل على قصفها لذيل الكلب.

موقف المعارضة السورية يجب أن يكون: نحن نشكر كل من يساعدنا ضد ذيل الكلب، حتى وإن كانت إسرائيل. إسرائيل طوال تاريخها لم تفعل بالعرب والسوريين عشر ما فعله ذيل الكلب وأسياده الإيرانيون.

نتمنى من إسرائيل ألا توقف قصفها لذيل الكلب حتى يذعن هو وأسياده للحل السياسي الذي ذكره وزير الدفاع الإسرائيلي. وزير الدفاع الإسرائيلي قال أن ذيل الكلب والإيرانيين يجب أن يخرجوا من سورية. نحن نؤيد هذا تماما ونتمنى من إسرائيل أن تستمر في القصف إلى أن يتحقق هذا الحل.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s