في الفترة الحالية هناك غضب في صفوف معارضة الائتلاف ضد أردوغان بسبب خياناته التي أدت لضياع ما تبقى من مدينة حلب.
لهذا السبب كلفت المخابرات التركية ميشيل كيلو بمهاجمة آل سعود بهدف صرف الأنظار عن خيانات أردوغان:
هناك سببان للاعتقاد بأن هذا الكلام من ميشيل كيلو أتى بتوجيه من المخابرات التركية:
-السبب الأول هو أن الكلام الذي يقوله هو مجرد هذيان يخلو من المعنى. أنا أسأل من استمعوا إلى الشريط: هل فهمتم منه أي شيء؟ هو لا يقول أي شيء مفيد. هو فقط يشتم آل سعود ويحملهم مسؤولية فشل الثورة، ولكنه لا يوضح كيف أفشل آل سعود الثورة.
لو كان بالفعل حزينا على الثورة لكان الأحرى به أن يهاجم أردوغان بسبب الصفقة العلنية التي عقدها مع روسيا وإيران وأدت لضياع مدينة حلب. آل سعود لم يعقدوا صفقات مع روسيا وإيران مثل الصفقة التي عقدها أردوغان حول مدينة حلب.
-السبب الثاني هو أن ميشيل كيلو له باع طويل في الكتابة والتصريح لمصلحة المخابرات التركية. لو نظرتم إلى سجل مقالاته وتصريحاته فستجدون أنه لا يهاجم تركيا أبدا، بل على العكس من ذلك، هو كتب مقالات تشيد بسياسات أردوغان وحكمته. هو أيضا هاجم الأكراد السوريين بعنف وفي عدة مناسبات، والحقيقة أن تصريحاته ضد الأكراد أدت إلى انسحاب المجلس الوطني الكردي من الائتلاف.
أهم علامة تدلكم على عملاء المخابرات التركية هي مواقفهم من الأكراد. السوريون بشكل عام هم ليسوا معتادين على الحروب مع الأكراد، وحتى لو كان هناك بين المعارضين السوريين من يريد محاربة الأكراد فهو لن يشعل هذه الحرب الآن، لأن إشعال الحرب مع الأكراد في الوقت الحالي هو خدمة واضحة لإيران وذيل الكلب.
المعارضون السوريون المستقلون يتجنبون المشاكل مع الأكراد في الوقت الحالي لأن هذه حرب عبثية تضر بجهود إسقاط ذيل الكلب، ولكن عملاء المخابرات التركية لهم نهج مختلف. هم يتعمدون خلق المشاكل مع الأكراد، تماما كما فعل ميشيل كيلو عندما تسبب بانسحاب الأكراد من الائتلاف.
ما الذي دفع ميشيل كيلو للتهجم على الأكراد وافتعال مشكلة معهم؟ هل هذه القضية تهمه أكثر من الغزو الإيراني وذيل الكلب؟ التفسير الأرجح هو أن موقفه موعز فيه من المخابرات التركية.
الشريط السخيف لميشيل كيلو الذي أشرنا إليه في البداية هو على الأغلب محاولة من المخابرات التركية لتحميل آل سعود مسؤولية سقوط حلب وفشل الثورة.
الأتراك عملوا بشكل منهجي على إفشال الثورة وتمكين ذيل الكلب وإيران، لأنهم يعتقدون أن ذلك يضر الأكراد. طالما أنهم انتهجوا هذه السياسة فمن الطبيعي أن معارضة الائتلاف ستغضب منهم. لهذا السبب يحاول ميشيل كيلو الآن أن يحمل آل سعود مسؤولية فشل الثورة، ولكن ميشيل كيلو لم يشرح لنا كيف أفشل آل سعود الثورة. هل آل سعود هم الذين خربوا علاقات ثوار الائتلاف مع أميركا وأفشلوا البرامج الأميركية لدعم ثوار الائتلاف؟ هل آل سعود هم الذين رفضوا التعاون مع أميركا لمحاربة داعش؟ هل آل سعود هم الذين تعاونوا مع ذيل الكلب وإيران ضد قسد؟ آل سعود لم يفعلوا شيئا من ذلك. من فعل كل هذه الأمور هم الأتراك.
المخيف في تصريحات ميشيل كيلو هو أنها تبشرنا بمزيد من الكوارث التي يخبئها لنا أردوغان. يبدو أن أردوغان يخطط لعقد صفقة خطيرة جدا مع الإيرانيين والروس. من المحتمل أن أردوغان سيعمل على وأد الثورة نهائيا خلال الأشهر القادمة لكي يسهل للإيرانيين والروس مهاجمة مناطق قسد، وهذا قد يكون تفسير الكلام الذي يقوله ميشيل كيلو.