هذا مقال ممتاز للكاتبة سميرة مبيض.
المقال يتحدث عن التطور الذي أصاب مفهوم “الواقعية السياسية”. في الماضي كان هذا المفهوم يستخدم لتبرير التعامل الطبيعي مع أنظمة غير ديمقراطية، ولكن ما يحصل الآن هو أن البعض (بما في ذلك معارضون سوريون) يتذرعون بالواقعية السياسية بهدف تبرير التعامل الطبيعي مع مجرم حرب وصانع للإرهاب.
هذه نقطة مهمة جدا يجب التركيز عليها وتوضيحها دائما: ذيل الكلب هو ليس مجرد ديكتاتور حتى يقال أن التعاون معه هو “واقعية سياسية”. ذيل الكلب هو أكبر سفاح ومجرم حرب عرفه التاريخ، وهو أيضا أكبر صانع للإرهاب في التاريخ (بسببه سيطرت داعش على مساحات شاسعة من سورية). التعاون مع ذيل الكلب لا يمكن أن يبرر بالواقعية السياسية.
هذا مقال آخر للعميد مصطفى الشيخ. المقال فيه الكثير من الكلام الجيد والنقد الجريء لمعارضة الائتلاف، ولكن المقال فيه أيضا مشاكل كبيرة. كاتب المقال اتهم غيره من المعارضين بالتنظير والبعد عن الواقع، ولكن الحقيقة هي أن التوصيات الواردة في مقاله تدل على أنه لم يكن يتابع أخبار القضية السورية خلال السنوات الثلاث الماضية. هو يقول أن على المعارضة أن تتخلى عن فكرة الحسم العسكري وأن تتعاون مع روسيا للتوصل إلى حل سياسي في سورية. هو على ما يبدو لا يدري أن معارضة الائتلاف والأميركان يطبقون أفكاره هذه منذ ثلاث سنوات أو أكثر. الموقف الأميركي الثابت الذي يعلنه الأميركان دائما هو أن الحسم العسكري في سورية هو غير ممكن، وأن الحل لا بد أن يكون بالاتفاق مع روسيا. لهذا السبب تخلى الأميركان عن جهود إسقاط ذيل الكلب وعقدوا عشرات جولات المفاوضات مع الروس، ولكن في النهاية لم تكن هناك أية نتيجة لتلك المفاوضات، لأن الروس هم ليسوا قادرين أو ليسوا راغبين بالضغط على إيران.
قبل أن تتهم غيرك بالبعد عن الواقع الأحرى هو أن تتابع الأخبار وأن تدرك ما الذي يجري في الواقع. الأميركان والأتراك وآل سعود تفاوضوا مع الروس لسنوات وعجزوا عن التوصل إلى حل، فهل أنت تظن أن ثوار الائتلاف سيقنعون الروس بما فشل الأميركان والأتراك وآل سعود بإقناع الروس به؟
روسيا لا تستطيع أن تفرض حلا سياسيا في سورية، وهي أيضا لا تريد أن تصطدم مع إيران. بالتالي حل القضية السورية لن يكون بالتفاهم مع الروس وإنما بزيادة الضغوط عليهم وبفرض المزيد من العقوبات عليهم، ويجب أيضا تصعيد الاشتباك المباشر مع الإيرانيين وذيل الكلب.
من وجهة نظري الخاصه انا اعتقد ان المعارضه السوريه بجميع اطيافها ركزت على هدف واحد فقط وهو إسقاط الرئيس السوري بغض النظر عن أي تبعات اخرى وبدون تقديم أي بديل يكون يكون مقنع لجميع الخطوط اللتي تتقاطع او تتوازى مع هذا الهدف لذالك هي تراوح مكانها منذ أكثر من خمس سنوات جعلت من الشعب السوري ضحيه لجميع التناقضات الدولية والمحليه على حد سوا فالمعارضون مختلفون ومنتجوا السلاح يبيعون إنتاجهم والقوى الإقليميه تدفع بمتمرديها إلى هذا الصراع إتقاء لشرهم وصرف عيون شعوبهم عن إستبدادهم والمستفيد الأكبر هو إسرائيل والخاسر الأكبر هو الشعب السوري
أخي العزيز، أنا أكثر شخص في العالم انتقد المعارضة السورية ونهجها، ومقالات مدونتي تشهد على ذلك. أنا إلى الآن ما زلت ضد المعارضة السورية، وخاصة معارضة الائتلاف (بالنسبة لقسد فهم أفضل من معارضة الائتلاف ولكن مشكلتهم أنهم شموليون وغير ديمقراطيين).
ولكن كل هذا النقاش حول المعارضة السورية فات وقته. بعض الإخوة العرب يتصورون أن المشكلة السورية ما زالت إلى الآن صراعا بين معارضة وبين نظام حكم، ولكن الواقع الحالي هو ليس كذلك. ما يحصل حاليا في سورية هو حرب إبادة يشنها الإيرانيون تحت غطاء ذيل الكلب وبدعم روسي. الإيرانيون يبيدون بشكل متعمد المعارضة السورية، التي هي تقريبا ثلث الشعب السوري، وأيضا هم يبيدون كثيرا من السوريين بشكل غير متعمد. المحصلة هي أنهم تسببوا حتى الآن في قتل وتهجير حوالي نصف الشعب السوري. هم هدموا أكبر وأهم مدينة في سورية التي هي حلب.
المشكلة السورية الحالية هي حرب الإبادة التي شنتها إيران. يجب وقف هذه الحرب ويجب محاكمة ذيل الكلب أو قتله بسبب توفيره الغطاء السياسي لهذه الحرب الرهيبة التي نادرا ما عرف التاريخ مثيلا لها.
بعد وقف حرب الإبادة وبعد قتل ذيل الكلب سوف تجدني أول المحاربين للمعارضة السورية. أنا أكره معارضة الائتلاف بشكل هائل. أنا لا أطيق أي شيء في هذه المعارضة الجاهلة العنصرية المتخلفة.
شكراً لمشاركة مقالي حول الواقعية السياسية و لرأيك القيم حوله.
سميرة مبيض
أهلا وسهلا بك يا دكتورة.