قبل أشهر كان جيش الفتح يحقق انتصارات رائعة في الريف الجنوبي لحلب، وكانت إيران وروسيا عاجزتين عن وقف تقدمه.
آنذاك حذرنا جيش الفتح من الانجرار إلى معارك عبثية في مدينة حلب، وقلنا أن محاولة اقتحام مدينة حلب ستؤدي إلى هزيمة جيش الفتح وتكرار السيناريو الذي حصل سابقا في محافظة درعا.
ما حذرنا منه حصل للأسف. جيش الفتح شن هجمات ضخمة جدا على مدينة حلب بهدف “فك الحصار”، والنتيجة كانت الفشل والانكسار.
لو أن جيش الفتح تابع تقدمه في الريف الجنوبي لحلب وفي الريف الشمالي لحماة لكان ذلك خدم قضية حلب أكثر من الحروب العبثية داخل مدينة حلب.
كما قلنا كثيرا من قبل: وجود ثوار الائتلاف داخل مدينة حلب هو خطأ من الأساس. هذا الأمر لم يحقق شيئا سوى استنزاف ثوار الائتلاف من كل النواحي المادية وغير المادية.
المؤسف في المرحلة الأخيرة هو أن مصيدة حلب استنزفت أيضا جيش الفتح وأفقدته زخمه.
أفضل ما يمكن لثوار الائتلاف أن يفعلوه الآن هو أن ينفذوا النصيحة التي وجهناها لهم كثيرا من قبل: انسحبوا من مدينة حلب وانتقلوا إلى الريف وقاتلوا هناك. الحرب الحقيقية هي في الريف وليست في مدينة حلب.
لا أدري كيف هو حال جيش الفتح حاليا، ولكن من الوارد أن الجيش هو منكسر نفسيا بسبب الحروب الفاشلة في حلب.
يجب على جيش الفتح أن يضع قضية حلب وراء ظهره وألا يتركها تؤثر على معنوياته. معركة حلب كانت خاسرة منذ البداية. هذه المعركة هي خاطئة وفاشلة من أساس فكرتها. ذيل الكلب والإيرانيون هم الذين استجروا ثوار الائتلاف إلى مدينة حلب لأنهم أرادوا مبررا لتفريغ المدينة من سكانها. ثوار الائتلاف ما كان يجب عليهم أن يقعوا في ذلك الفخ.