القضية السورية هي ليست أزمة سياسية ومن المحتمل أنها ستستمر لعقود

في فترة من الفترات كنت أقرأ كتابات سيئة جدا لبعض المعارضين لذيل الكلب.

تلك الكتابات كانت ذات روح استسلامية. عندما كنت أقرأها كنت أشعر بأن كتابها يتحرقون للعودة إلى حضن ذيل الكلب.

ولكنني الآن لم أعد أشاهد الكثير من تلك الكتابات، وهذا أمر جيد.

هناك مسألة أساسية يجب أن تكون مفهومة لكل الناس، وخاصة للمعارضين السوريين: القضية السورية هي ليست مجرد أزمة سياسية حتى تحل بمجرد اتفاق سياسي. نحن نتحدث عن جريمة تاريخية كبرى شملت قتل وتهجير نصف سكان الدويلة السورية (أكثر من 10 ملايين إنسان)، وتدميرا شبه كامل لمدينة حلب، ومحقا لاقتصاد الدويلة السورية وثرواتها، وتدميرا للتراث الثقافي والآثار والتاريخ، وغير ذلك من الخسائر الرهيبة التي يعجز العقل عن حصرها (تدمير البيئة ومواردها، تدمير ثقافة الناس وأخلاقهم وصحتهم النفسية إلخ).

في بداية الثورة السورية كنا نلتمس العذر لبعض المعارضين على أساس أنهم لم يكونوا يفهمون حجم الكارثة، ولكن هذا العذر لم يعد مقبولا الآن. كل معارض سوري يجب أن يفهم أن ما فعله ذيل الكلب في سورية هو أمر لم يفعله إنسان من قبل في دويلة يدعي الانتساب إليها. لا أحد في التاريخ فعل في بلده ما فعله ذيل الكلب.

قضية مثل قضية ذيل الكلب لا تعالج بالخفة والسخافة التي لمسناها من بعض المعارضين. بعض المعارضين للأسف يتعاملون مع قضية ذيل الكلب وكأنها قضية شخصية. المعارض الذي يعتبر أن مشكلته مع ذيل الكلب هي مجرد مشكلة شخصية هو إنسان تافه ولا يختلف عن مؤيدي ذيل الكلب. موقفك من ذيل الكلب لا يجب أن يكون مبنيا على اعتبارات شخصية. أنت يجب أن تفهم ما الذي فعله ذيل الكلب بغيرك وما الذي فعله بالبلد بشكل عام، ويجب أن تبني موقفك من ذيل الكلب على ذلك الأساس وليس فقط على أساس قضايا شخصية بينك وبين ذيل الكلب.

حكومات الدول الأجنبية لا تهتم بما فعله ذيل الكلب لأن تلك الحكومات لا تعتبر نفسها مسؤولة عن الدويلة السورية. تلك الحكومات (وخاصة باراك أوباما) دأبت على تسخيف الكارثة السورية ومحاولة تصويرها وكأنها مجرد أزمة سياسية أو خلاف سياسي يمكن أن يحل بتشكيل حكومة ائتلافية أو نحو ذلك، والمؤسف هو أن بعض المعارضين السوريين انساقوا وراء هذا التسخيف.

ما حصل في سورية هو ليس أزمة سياسية. ما حصل هو جريمة لم تشهدها أية دولة في العالم من قبل. هذا الكائن المسمى ذيل الكلب سخر جيشه والجيش الإيراني لتدمير الشعب السوري ومحقه. لا أحد في التاريخ فعل ما فعله ذيل الكلب.

إذا كنت تفهم ما هو الوضع الموجود في سورية فأنت لن تتحدث عن حل سياسي بالمعنى التافه الذي تروج له بعض الحكومات. لو كنت تفهم بالفعل حقيقة الكارثة السورية فأنت ستفهم أن هذه الأزمة لن تنتهي إلا بالتخلص من ذيل الكلب.

حتى ولو استمرت الأزمة لعقود فإنها لن تنتهي إلا بإزالة ذيل الكلب من الوجود. كثير من الحروب في العالم استمرت لعقود، وأنا أظن أن هذه الحرب في سورية قد تستمر لعقود.

استمرار الحرب هو ليس أساس المشكلة. أساس المشكلة هو وجود ذيل الكلب. من يريد أن يحل المشكلة يجب أن يزيل ذيل الكلب، وأما من يتحدث عن وقف الحرب دون إزالة ذيل الكلب فهذا لا يعي ما الذي يتفوه به.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s