موقع دبكا الإسرائيلي: صفقة جديدة حول الجولان كمدخل لتحسين علاقات ذيل الكلب مع أميركا… وعن صفقة تركيا مع إيران

مفاجأة غير مفاجئة يكشفها موقع دبكا الإسرائيلي.

قبل فترة كتبت أن موقف ترمب التصالحي مع ذيل الكلب هو على الأغلب موقف إسرائيلي. هذا المقال الذي نشره موقع دبكا يؤكد صحة ذلك.

قبل فترة كانت إيران تهدد بتأسيس مقاومة في الجولان، ولكن في الآونة الأخيرة طويت كل هذه الصفحة وعادت قوات الأمم المتحدة مجددا لكي تحرس حدود الاحتلال الإسرائيلي. مقال موقع دبكا يتحدث عن مباحثات سرية بين ذيل الكلب وإسرائيل وطاغوت الأردن بهدف إعادة أوضاع الجولان المحتل إلى ما كانت عليه قبل الزعبرات الإيرانية. المقال يوحي بأن بوتين (بمعونة إسرائيل) سيستغل هذه القضية كمدخل لتحسين العلاقات بين ذيل الكلب ودونالد ترمب.

هذا هو ما يريده الإسرائيليون. هم يريدون تعويم ذيل الكلب مجددا لاعتقادهم بأن هذا هو السيناريو الأفضل لإدامة أمد احتلال الجولان.

على كل حال، سواء بقي ذيل الكلب أم رحل فإن هذا لن يغير شيئا في مصير الجولان. أنا لا أظن أن الإسرائيليين هم قلقون على مصير الجولان. كل ما يهمهم هو تأمين حدودهم. هم لا يخشون من ضياع الجولان ولكنهم يخشون من حصول حوادث أمنية على الحدود.

الجولان بات فعليا جزءا من إسرائيل منذ قرار ضمه إلى إسرئيل في عام 1981.

قرار ضم الجولان الذي اتخذه الإسرائيليون في عام 1981 بدا غريبا في وقته، لأن الإسرائيليين كانوا يعلمون سلفا أن لا أحد سيعترف بضمهم للجولان وأن هذا القرار سيشوه صورتهم دوليا، لأنه سيظهرهم بمظهر الدولة التوسعية التي تخرق القانون الدولي. ولكن ما حصل منذ ذلك الوقت أظهر أن قرار ضم الجولان إلى إسرائيل كان في الحقيقة قرارا حكيما.

في العام القادم سوف تحل الذكرى الخمسون لحرب العام 1967 التي انسحب خلالها جيش الدويلة الدمشقية من الجولان وسلمه لإسرائيل. لقد مر نصف قرن على ذلك الحدث.

نصف قرن هو زمن ضخم، وبناء على المعطيات الحالية فمن الوارد جدا أن الجولان سيظل بحوزة إسرائيل لنصف قرن آخر.

القانون الدولي يجب أن يحترم، ولكن الواقع على الأرض له أهميته أيضا. إذا حكمت إسرائيل الجولان لمئة عام فليس من المعقول أن يستمر الناس في نفي إسرائيلية الجولان بحجة القانون الدولي. في النهاية يجب التوصل إلى تسوية تقفل هذا الملف، والتسوية بطبيعة الحال يجب أن تأخذ الأمر الواقع بعين الاعتبار.

هذا يحصل في كل القضايا المزمنة. مثلا المعروض الآن على الفلسطينيين هو أقل بكثير مما عرض عليهم في أربعينات القرن العشرين. أيضا المعروض الآن على القبارصة اليونانيين هو أقل بكثير مما كان معروضا عليهم في الماضي. (القبارصة اليونانيون رفضوا خطة كوفي عنان لحل الأزمة القبرصية لأن تلك الخطة لم تستجب لمعظم مطالبهم. الخطة أعطت تركيا حق إبقاء قوات عسكرية في شمال قبرص، وأعطت تركيا حق غزو شمال قبرص مجددا إذا أرادت ذلك، وسمحت للمستوطنين الأتراك بالبقاء في قبرص، ولم تعط القبارصة اليونانيين حق العودة إلى شمال قبرص إلا على نحو محدود).

أية تسوية تعني تنازلات متبادلة تأخذ الواقع على الأرض بعين الاعتبار. إذا أصر طرف معين على تجاهل كل ما حصل خلال خمسين عام أو مئة عام فهذا يعني استحالة التسوية.

لو لم يضم الإسرائيليون الجولان في عام 1981 فهذا يعني أنهم كانوا سيستمرون في اعتباره منطقة سورية، وهو ما يعني خسارتهم لأية حقوق سيادية في تلك المنطقة، رغم أن المنطقة في الواقع هي تحت سيادتهم الكاملة منذ خمسين عاما.

عندما ضم الإسرائيليون الجولان فهم منحوا صفة رسمية وقانونية لأمر واقع كانوا يعلمون سلفا أنه سيستمر إلى أجل غير مسمى. هم كانوا يفهمون وضعية الدويلة الدمشقية وكانوا يفهمون أن تلك الدويلة المهزلة ما كانت ستتمكن من استعادة الجولان ولو بعد 200 سنة.

على كل حال، أنا أظن أن قضية الجولان هي آخر ما يشغل بال السوريين حاليا.

التاريخ السوري الحديث فيه كوارث أكبر بكثير من كارثة ضياع الجولان. ما فعله ذيل الكلب وإيران وأردوغان مؤخرا في حلب هو أسوأ بكثير من كارثة ضياع الجولان (مع احترامي للجولان، ولكن كم هو عدد سكانه؟ الجولان هو أصغر بكثير من حلب. لا يمكن مقارنة ما فعله ذيل الكلب وإيران وأردوغان في حلب بما حصل في الجولان).

كل هذه الكوارث (ضياع حلب، ضياع الجولان، ضياع فلسطين، ضياع لواء إسكندرون) هي نتائج للكارثة الأساسية التي أصابت السوريين في أربعينات القرن العشرين، ألا وهي كارثة تأسيس الدويلة الدمشقية الانفصالية. كل مصائب الشعب السوري هي بسبب تلك الكارثة الهائلة.

الأتراك بالمناسبة لا ينوون الانسحاب من المناطق التي يحتلونها الآن في شمال سورية. لم يسبق لتركيا في تاريخها الحديث أن انسحبت من أية منطقة احتلتها، وخاصة في سورية. الأتراك لديهم حجج كثيرة سيستخدمونها لتبرير الاحتلال. هم سيتذرعون بالخطر الكردي الذي يهدد أمنهم القومي، وسيتذرعون بعدم شرعية حكومة ذيل الكلب، وسيتذرعون بوجود الإيرانيين في سورية، وسيقولون أن ثوار الائتلاف يحتاجون المنطقة الآمنة لحمايتهم من ذيل الكلب. بناء على كل هذه الحجج سوف يظل الجيش التركي في “المنطقة الآمنة” إلى أجل غير مسمى، والنتيجة الفعلية ستكون تكرار سيناريو لواء إسكندرون في هذه المنطقة الآمنة.

ذيل الكلب وأسياده الإيرانيون سمحوا لتركيا باحتلال جزء جديد من أراضي الدويلة الدمشقية رغم علمهم بأن الأراضي التي تحتلها تركيا لن تعود مجددا إلى الدويلة الدمشقية. هم عقدوا صفقة جديدة على غرار صفقة بيع الجولان في عام 1967. هم سمحوا لتركيا بالاستيلاء على جزء جديد من أراضي الدويلة الدمشقية في مقابل أن تسهل تركيا لهم تدمير مدينة حلب.

كل هذه الصفقات والمؤامرات كانت واضحة منذ البداية، وأنا شرحتها في هذه المدونة بإسهاب. ثوار الائتلاف هم ليسوا جهلة. هم كانوا يعلمون كل شيء منذ البداية لأننا شرحناه لهم مرارا وتكرارا. هم اختاروا دعم الاحتلال التركي رغم معرفتهم لأهدافه ورغم معرفتهم لأن ثمن هذا الاحتلال هو السماح لإيران بتدمير مدينة حلب.

ثوار الائتلاف هم ليسوا ضحايا للمؤامرة ولكنهم طرف أساسي في المؤامرة. لولا ثوار الائتلاف لما كانت إيران تمكنت من فعل ما فعلته. أميركا كانت تريد أن تمنع الصفقة التركية-الإيرانية. لو أن ثوار الائتلاف وقفوا ضد تلك الصفقة لكانت أميركا وقفت معهم ولكانت الصفقة ذهبت في مهب الريح. أميركا نصحت ثوار الائتلاف مرارا بالتفاهم مع قسد والاهتمام بمستقبل بلدهم بدلا من العمل كمرتزقة لدى تركيا، ولكن ثوار الائتلاف أصروا على أن يكونوا مجرد مرتزقة.

رأيان حول “موقع دبكا الإسرائيلي: صفقة جديدة حول الجولان كمدخل لتحسين علاقات ذيل الكلب مع أميركا… وعن صفقة تركيا مع إيران

  1. أولآ ياخرى .. لولا وساختكم ونجاستكم وحديثكم عن الاستقلال.,فماكان في حجة للأتراك يدخلوا (ماعاد حكو بقصة النظام وبقائو أبدآ)
    ثانيآ ياعرصة.,أدناب تركيا اللي دخلوا وليس الجيش التركي
    ثالثآ ..حديثك عن الاسرائيلين والأمر الواقع .,ذكرني بقدومكم على بلدنا من تركيا (الأكراد) واحتلالكم لاراضينا (سلبطة)

  2. يا ذيل الخنزير، بل ايها الخنزير، يا سلقط يا ابن الساقط، هكذا انت ولسان حالك ينبىء عن مكنونك….”ومن يك ذا فم مر مريض….يجد مرا به الماء الزلال”. ما الفرق بينك وبين هذا الموقع الصهيوني الذي تتسلح بمعلوماته؟ كلاكما صهيوني! نحن نعرف موقع دبكا هذا، ولكننا لا نعرف من تكون انت، ولكنني اجزم انك اكثر عداوة للعرب والعروبة، ولسوريا، قلب العروبة النابض من الصهيوني وحلفاء الصهيونيز ولك يا خرى هو “ترمب” صحي على حاله من “صدمة الفوز في الأنتخابات” بعد حتى تكون له رأيا في القضايا الدولية. انت تفهم سياسم من ….طي” كمل الكلمة انت. اتفوا عليك وعلى الغاويين الذين يتبعوك وكلكم تتبعون الدرهم والدولار.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s