ترمب يتحدث عما سيفعله في أول 100 يوم بعد تسلمه السلطة:
لم يسبق لترمب أن تحدث سابقا عن سياساته بمثل هذه الطريقة. هذه ربما هي المرة الأولى التي يظهر فيها بهذا المظهر العملي الجدي. في العادة هو كان يظهر كمهرج أو كشخص فاشي معتوه.
هو ما زال متمسكا بشعاراته الفاشية (“أميركا العظيمة” ونحو ذلك)، ولكنه خفف كثيرا من جرعة العنصرية ورهاب الأجانب. من الملفت (أو ربما من غير الملفت) أنه لم يتطرق في هذا المقطع مطلقا إلى قضية جدار المكسيك وإلى قضية داعش وإلى قضية المسلمين، مع العلم أن هذه القضايا مثلت 90% من حملته الانتخابية. السبب الأساسي لفوزه بالانتخابات هو حديثه العدائي ضد المسلمين ووعوده ببناء جدار على حدود المكسيك. هو كان يتحدث عن جدار المكسيك في كل تجمع انتخابي ومناصروه كانوا يصيحون build the wall في كل تجمعاته الانتخابية. هذه العبارة كانت ربما الشعار غير الرسمي لحملته الانتخابية. ولكنه في المقطع أعلاه لم يتطرق أبدا إلى الجدار.
في بداية كلامه هو قال أنه سينسحب من اتفاقية التجارة الحرة مع دول المحيط الهادي المعروفة باسم TPP وسيستبدل هذه الاتفاقية باتفاقيات تجارة حرة ثنائية. بعد ذلك هو قال أنه سيلغي الضوابط البيئية المتعلقة باستخراج النفط الصخري والفحم، وقال أنه سيلغي تشريعين تنظيميين في مقابل كل تشريع تنظيمي جديد (بهدف تقليل العدد الكلي لهذه التشريعات التي تعرقل الأعمال). عندما تحدث عن الهجرة لم يتطرق بشيء للمسلمين أو غير المسلمين. هو لم يتحدث حتى عن قضية اللاجئين السوريين. كل ما قاله هو أنه سيطلب دراسة خروقات قوانين الفيزا.
سياسات ترمب سوف تزيد النمو الاقتصادي في أميركا كما كتبت سابقا، ولكن المشكلة في بعض هذه السياسات هي خطورتها على البيئة وعلى المناخ بالذات.
هناك مشكلة أخرى في برنامج ترمب الاقتصادي (رغم أنه لم يتطرق إليها في المقطع أعلاه) وهي قضية العجز في الموازنة. ترمب لديه أفكار نيرة فيما يتعلق بضبط الموازنة. هو يريد مثلا أن يلغي وزارات وهيئات حكومية بهدف تصغير الحكومة وتقليل مصاريفها. ولكن المشكلة في برنامجه هي أنه يريد أن يخفض الضرائب على نحو سريع جدا، وهذا سيتسبب في عجز هائل في الموازنة الأميركية.
هذه مشكلة عامة عند الجمهوريين وليست محصورة بترمب. كلما يستلم رئيس جمهوري السلطة فإنه يخفض الضرائب على نحو دراماتيكي في العام الأول لتوليه السلطة، والنتيجة الطبيعية لذلك هي عجز هائل في الموازنة.
فكرة تخفيض الضرائب هي فكرة صحيحة وضرورية، ولكنني لا أفهم لماذا يصر الرؤساء الجمهوريون على الخفض السريع للضرائب خلال العام الأول لتوليهم السلطة. هم ربما يريدون بذلك أن يرضوا أصدقاءهم وداعميهم من أصحاب الأموال والأعمال. ولكن هذا يتسبب دائما في عجز كبير في الموازنة. وعندما يستلم الديمقراطيون السلطة بعد ذلك فإنهم يتذرعون بالعجز لزيادة الضرائب مجددا.
يجب أن يكون خفض الضرائب متدرجا وليس بالطريقة التي يفعلها الجمهوريون.