الإعلام الإيراني دأب منذ فترة على تسمية ذيل الكلب باسم “دمشق” بدلا من “سورية”.
هم أيضا غيروا تسمية دمشق إلى تسمية جديدة هي “العاصمة دمشق”، واخترعوا اسما جديدا لحلب هو “عاصمة الشمال”.
إطلاق تسمية سورية على ذيل الكلب هو أمر غير مقنع لأن قسما كبيرا من مساحة سورية هو خارج سلطة إيران. لهذا السبب غير الإيرانيون تسمية ذيل الكلب إلى دمشق.
بالنسبة لعبارة “العاصمة دمشق” فهي اختراع يراد منه القول بأن دمشق هي عاصمة لسورية، وهذه طبعا مجرد خرافة. دمشق لم تكن يوما عاصمة لسورية. هي كانت عاصمة للدويلة الدمشقية الساقطة. تلك الدويلة كانت مفروضة على السوريين بالغصب والإكراه ولم يحصل أبدا أن قبل السوريون بتلك الدويلة أو بعاصمتها دمشق. تلك الدويلة كانت مجرد احتلال مفروض على السوريين.
الهدف من عبارة “عاصمة الشمال” هو التقليل من شأن حلب وحصر دورها ضمن نطاق جغرافي محدود. هم يريدون أن يقولوا أن دمشق هي عاصمة لسورية وأما حلب فهي مجرد عاصمة للشمال.
الإيرانيون يزعمون أن مدينة حلب تمثل تهديدا لهم لأنها يمكن أن تتحول إلى عاصمة للمعارضة، وبعد ذلك سيعترف بها المجتمع الدولي كعاصمة لسورية، وهذا سينزع الشرعية من ذيل الكلب وبالتالي من الاحتلال الإيراني.
هذا الكلام هو سخافة. أية مدينة في سورية يمكن أن تكون عاصمة وليس فقط حلب. من الممكن مثلا أن يتم إعلان مدينة الحسكة عاصمة لسورية، ومن الممكن للمجتمع الدولي أن يعترف بالحسكة كعاصمة. لا يوجد أي سبب يمنع ذلك.
السبب الحقيقي لعدوان الإيرانيين على حلب ليس متعلقا بالفعل بقضية “عاصمة المعارضة” أو “تهديد بنغازي”. حلب أصلا هي ليست قريبة من أن تكون عاصمة للمعارضة.
الكلام حول “العاصمة” هو مجرد تبرير. السبب الحقيقي لعدوان الإيرانيين على حلب هو سبب طائفي. الإيرانيون يتصورون أن حلب هي خزان بشري للسنة ولهذا السبب هم حرصوا على إبادة سكانها وتهجيرهم.
الحسكة هي ليست خزانا بشريا، لأن عدد سكانها هو أقل بكثير من عدد سكان حلب. لهذا السبب هم لم يخافوا من الحسكة بقدر خوفهم من حلب.
أنا لا أميل إلى النظريات الطائفية ونادرا ما أتبناها في هذه المدونة، ولكن موقف إيران الحاقد ضد حلب لا يمكن تفسيره سوى على أساس الحقد الطائفي. القصة هي ليست مجرد قصة عاصمة مفترضة، لأن أية مدينة يمكن أن تكون عاصمة وليس فقط حلب. هم جعلوا من قصة العاصمة ستارا يغطون به مشروعا للإبادة الطائفية.