بالأمس حصل تطور لافت هو تقدم أردوغان نحو مدينة الباب (بشكل حقيقي وليس إعلامي)، وأنا تصورت أن ذلك قد يكون حصل بغطاء أميركي.
ولكن الأتراك سارعوا إلى التوضيح بأن هذا التقدم يحصل باتفاق مع “الأطراف المعنية بما فيها روسيا”.
هذا يفسر صمت الإعلام الإيراني. قبل فترة كانوا يقولون أن التقدم التركي نحو الباب هو شيء خطير يستدعي ردا عسكريا، ولكنهم الآن لا ينبسون ببنت شفة.
الواضح هو أن هناك ترابطا بين موقف إيران من الباب وبين الوضع في مدينة حلب. عندما يكون الوضع في حلب لمصلحة إيران فإن الإعلام الإيراني وذيل الكلب لا يعترضون على التوغل التركي.
أردوغان سيطر على مدينة جرابلس في أثناء تقدم الإيرانيين في حلب وسيطرتهم على الراموسة ومنطقة الكليات العسكرية. بعد ذلك بدأت ملحمة حلب، وهذه الملحمة تسببت في قلب موقف الإيرانيين من التوغل التركي. بعد ذلك تقدم الإيرانيون وسيطروا على منيان وضاحية الأسد، وهذا أسكت الإيرانيين وجعلهم يقبلون بالتقدم التركي نحو الباب.
من الواضح أن هناك صفقة بين إيران وأردوغان تنص على السماح لأردوغان بتأسيس منطقته الآمنة في مقابل أن يسيطر الإيرانيون على مدينة حلب بعد تطهيرها من معظم سكانها.
تطبيق هذه الصفقة يوشك على أن يكتمل الآن.
إيران هي ليست مهتمة بالسيطرة على مدينة حلب بحد ذاتها. ما يريده الإيرانيون هو تدمير حلب وتفريغها من سكانها لكي يتخلصوا من هاجس “بنغازي”. هم يعتقدون أن مدينة حلب يمكن أن تتحول إلى عاصمة للمعارضة، وهذا سيؤدي لنزع الشرعية من ذيل الكلب. لهذا السبب هم يحرصون على تدمير حلب.
في الإعلام الإيراني نقرأ عبارة “حلب عاصمة الشمال السوري”. أنا تحدثت في السابق عن هذه العبارة وبينت أنها غير معهودة في سورية. هذه العبارة هي اختراع جديد من عند الإيرانيين. اختراع الإيرانيين لهذه العبارة وترويجهم لها يكشف هوسهم من تحول حلب إلى عاصمة تنزع الشرعية من ذيل الكلب.
هذا فقط هو ما يعني الإيرانيين في حلب. هم يريدون فقط التخلص من هذا الخطر الذي يمكن أن ينزع الشرعية من ذيل الكلب. صفقتهم مع أردوغان أعطتهم ما يريدونه.