دونالد ترمب يقول أنه يريد تعديل الاتفاق النووي مع إيران.
هذا الكلام هو مجرد كلام فارغ. تعديل الاتفاق النووي مع إيران هو أمر غير ممكن لأن إيران لن تقبل بتعديل ذلك الاتفاق.
الاتفاق النووي أنهى حقبة من المواجهة بين أميركا وإيران استمرت لأكثر من 10 سنوات. خلال تلك الحقبة كانت هناك عقوبات وضغوطات وحروب أهمها الحرب السورية.
عندما يقول ترمب أنه يريد “تعديل الاتفاق النووي” فهو يقول عمليا أنه يريد العودة مجددا إلى المواجهة مع إيران.
ما هي نهاية المواجهة؟ إذا لم تنته باتفاق فهي ستنتهي بحرب. هل دونالد ترمب يريد أن يحارب إيران؟
دونالد ترمب هو شخص لا يفهم معنى الكلام الذي يقوله. هذا ينطبق على كل شيء يقوله.
هناك احتمال لأن دونالد ترمب لن ينفذ شيئا من الكلام الذي تفوه به في الحملة الانتخابية بعد أن يقوم أناس بشرح الأمور له.
على كل حال، لماذا أخذ ترمب موقفا متشددا من إيران والاتفاق النووي؟
موقف ترمب من الاتفاق النووي مع إيران هو ليس نابعا من الداخل الأميركي. الجمهور الأميركي هو ليس منزعجا من الاتفاق النووي مع إيران وهو ليس مهتما بكل هذه القضية. قضية إيران والاتفاق النووي تهم إسرائيل وآل سعود. طبعا ترمب هو ليس مهتما بإرضاء آل سعود ولا أظن أنه تشاور مع آل سعود حول هذه القضية أو أية قضية أخرى. لا شك أن مواقف ترمب المتعلقة بالشرق الأوسط هي مستوحاة من إسرائيل.
ترمب تحدث مع إسرائيليين خلال حملته الانتخابية، وهؤلاء شرحوا له قضايا الشرق الأوسط من وجهة نظرهم، وبناء على ذلك بنى ترمب مواقفه من قضايا الشرق الأوسط.
لهذا السبب ليس غريبا أن ترمب يريد المواجهة والحرب مع إيران. هذه رغبة إسرائيلية معروفة.
موقف ترمب من القضية الفلسطينية هو موقف إسرائيلي واضح. هو قال أنه يريد نقل السفارة الأميركية في إسرائيل إلى القدس. لا أظن أن ترمب استوحى هذه الفكرة من الجمهور الأميركي. هو أخذ هذه الفكرة من الإسرائيليين الذين تشاور معهم.
المفارقة هي أن ترمب له موقف إيجابي جدا من ذيل الكلب. هو تغزل بذيل الكلب وامتدحه خلال المناظرات الانتخابية، وهو ما زال مصرا على هذا الموقف حتى الآن.
هل الإسرائيليون الذين أملوا على ترمب سياسته شرق الأوسطية طلبوا منه أن يضغط على ذيل الكلب؟ لو فعلوا ذلك لكنا سمعنا منه مواقف مختلفة كليا عما نسمعه.
الضغط على ذيل الكلب هو أسهل بكثير من الضغط على إيران. ترمب لا يرى مشكلة في المواجهة مع إيران لأجل إسرائيل. لو كانت إسرائيل تريد منه ضرب ذيل الكلب لما كان استصعب ذلك أو تحرج فيه.
موقف ترمب من ذيل الكلب هو على الأغلب موقف إسرائيلي، مثل كل مواقفه الأخرى من قضايا الشرق الأوسط.
الإسرائيليون أشاروا على ترمب بترك ذيل الكلب وعدم الضغط عليه.
إسرائيل ترى لها مصلحة في استمرار الفوضى والحرب في سورية إلى أطول أمد ممكن. بقاء ذيل الكلب في دمشق يمنع نهاية الأزمة السورية، وفي نفس الوقت ذيل الكلب يحمي حدود إسرائيل ويمنع وصول الأذى إليها.
حتى لو همدت الحرب السورية قليلا فإن بقاء ذيل الكلب يعني أن السوريين لن تقوم لهم قائمة.
هذه هي الوظيفة الأبدية لعائلة الأسد. منذ أن تعرفنا على هذه العائلة لم نعرف لها وظيفة سوى العمل ككلاب حراسة لإسرائيل.
هذا الكلام هو ليس ديماغوجيا وليس مجرد تحريض سياسي. هذا الكلام هو حقيقة واضحة.