إيران تعاني من مشكلة واضحة في سورية هي نقص العديد البشري.
للتغلب على هذه المشكلة حولت إيران شيعة لبنان إلى خزان بشري لدعم الاحتلال، ولكن هذا الإجراء هو ليس كافيا. إيران تخطط للاستفادة من خزان بشري أكبر هو شيعة العراق.
مؤيدو إيران في العراق كانوا مشغولين بمقاتلة داعش في العراق، ولكن تلك الحرب تقترب من نهايتها. بعد نهاية حرب الموصل سوف تعمل إيران على نقل الحشد الشعبي العراقي إلى سورية بحجة مقاتلة داعش هناك (تحديدا في دير الزور).
حسب هذا المقال فإن تعداد الحشد الشعبي العراقي يزيد على 100 ألف شخص، أي أن حجمه يفوق حزب الله اللبناني بخمسة أضعاف. دخول هذا الحشد إلى سورية سوف يقلب الأوضاع هناك.
إيران زرعت فكرة الذهاب إلى سورية في عقول مؤيديها العراقيين. هي أقنعتهم بأنهم يجب أن يقاتلوا داعش في سورية وليس فقط في العراق، وهم يريدون بالفعل أن يذهبوا إلى سورية لمقاتلة داعش هناك.
إذا دخل الحشد الشعبي إلى سورية فما الذي سيخرجه من هناك؟ لا أحد في العالم سيقدر على إخراجه. إيران ستقوم بتوطين هذا الحشد في سورية بهدف تدعيم احتلالها لذلك البلد.
إيران لا تملك مؤيدين في سورية. إيران لا تثق بالعلويين ولا تعتبرهم مؤيدين حقيقيين لها. الاحتلال الإيراني لا يمكن أن يدوم إلا باستجلاب مؤيدين شيعة من العراق ولبنان وأفغانستان، وهذا هو ما يحصل.
قبل يومين أعلنت قناة الميادين عن تأسيس حشد شعبي سوري في الجزيرة والفرات. هذا الإعلان هو ليس جديا لأن إيران لا تستطيع أن تؤسس حشدا شعبيا حقيقيا من أبناء الجزيرة والفرات. الهدف من هذا الإعلان هو تغطية دخول الحشد العراقي إلى سورية بعد نهاية عملية الموصل.
ما تخطط له إيران في محافظة دير الزور هو من أخطر ما مر على سورية منذ بداية حرب بشار الأسد، ولكن رغم ذلك لا تجد أي اهتمام إعلامي به.
من يزعمون معارضة بشار الأسد هم ليسوا مهتمين بهذا الأمر. هناك أمور أخرى تشغل بالهم.
على سبيل المثال، هم مشغولون بتغطية ظهر إيران في حلب. بدلا من أن يقاتلوا بشار الأسد وإيران هم يقاتلون قسد وأميركا بهدف حماية ظهر بشار الأسد وإيران. هذا بالنسبة لهم هو أهم من مقاومة الاحتلال الإيراني.
لا أحد في سورية يقاوم الاحتلال الإيراني. أردوغان هو أكبر عميل للاحتلال الإيراني. معارضة الائتلاف هم مجرد مرتزقة وأدوات في يد أردوغان. آل سعود اعتزلوا القضية السورية وهم لا يفعلون شيئا سوى دعم أردوغان، أي دعم الاحتلال الإيراني على نحو غير مباشر. كل من يدعون معارضة الاحتلال الإيراني هم في الحقيقة يدعمونه إما على نحو مباشر أو غير مباشر.