أردوغان مصر على تسليم مدينة الباب لذيل الكلب وإيران

أردوغان يحشد قوات شمال منبج.

الهدف من هذه الحشود هو توجيه الرسالة التالية للأميركان: إذا حررتم مدينة الباب فسوف أهاجم منبج وسوف أخلق مشكلة تؤدي إلى إفشال كل ما تقومون به.

ليس صحيحا أن أردوغان يريد أخذ مدينة الباب لنفسه. الأميركان أعطوه فرصة طويلة لكي يحرر مدينة الباب. هذه الفرصة امتدت لأكثر من شهرين. ما الذي فعله أردوغان خلال هذين الشهرين؟ هو كان يتقدم نحو مدينة الباب بسرعة 5 سم في اليوم.

عملية درع الفرات لن تصل إلى مدينة الباب في عام 2016، ولا حتى في عام 2017. هذه العملية لن تصل إلى مدينة الباب إلا بعد أن تصل الميليشيات الإيرانية إلى هناك. هذا هو الهدف المرسوم للعملية. هذه العملية لا تهدف للتحرير وإنما لمنع التحرير.

العطب في عملية درع الفرات هو في أساس فلسفتها. هذه العملية لن تتقدم إلى أي مكان إلا بعد الاستحصال على موافقة روسيا، وروسيا لن تعطي موافقتها إلا بعد التشاور مع إيران. في المحصلة عملية درع الفرات لن تتقدم إلى أي مكان إلا بعد الاستحصال على ضوء أخضر من الخامنئي والحرس الثوري الإيراني. هل هكذا عملية يمكن أن تحرر أي شيء؟

أنا لا أخشى من هجوم تركي على منبج في حال ذهبت قسد إلى الباب. في منبج توجد قوات أميركية، وهذه القوات سبق أن رفعت أعلامها هناك (البنتاغون الأميركي وضح أن أميركان هم الذين رفعوا تلك الأعلام وليس قسد). كيف سيهاجم الأتراك منبج رغم وجود قوات أميركية فيها؟ هذا سيكون تصرفا جنونيا.

أيضا أنا لا أخشى من ذهاب درع الفرات إلى مدينة الباب. ما يهمنا في المحصلة هو تحرير مدينة الباب ومنع سقوطها بيد إيران. إذا تجرأ أردوغان وذهب إلى مدينة الباب فهذا سيكون أمرا جيدا.

ما نخشاه هو أن يستمر الوضع الحالي، أي أن تستمر إضاعة الوقت حتى تصل الميليشيات الإيرانية إلى الباب، وهذا تحديدا هو ما يريده أردوغان. هو لا يريد أن يذهب إلى الباب لأن أسياده الروس والإيرانيين لم يفوضوه بذلك.

حتى لو فرضنا أن مرتزقة أردوغان السوريين وصلوا إلى مدينة الباب فأنا لا أعلم كيف سيحررون هذه المدينة الكبيرة دون تغطية جوية. الروس والإيرانيون سحبوا التفويض لسلاح الجو التركي بدخول الأجواء السورية.

من الممكن نظريا أن يتدخل الطيران الأميركي ويدعم مرتزقة أردوغان للسيطرة على مدينة الباب في حال وصلوا إليها وحاصروها، ولكن لو فعل الأميركان ذلك فهذا سيغضب الأكراد وسيؤدي لإفشال عملية تحرير الرقة. في المحصلة سنكون ربحنا الباب وخسرنا الرقة التي هي أهم من الباب. لا أظن أن الأميركان سيفعلون ذلك.

السيناريو الأفضل هو أن يتجاهل الأميركان أردوغان وزعبراته وأن يدعموا قسد للسيطرة على مدينة الباب. ولكن هل سيتجرأ الأميركان على مثل هذا العمل؟

يجب الانتباه إلى أن العلاقات الأميركية-التركية هي حاليا متردية لأسباب أخرى غير قضية تحرير الباب. بما أن العلاقات هي متردية أصلا فليس من المستحيل نظريا أن يقوم الأميركان بتحرير الباب رغما عن إرادة أردوغان، ولكنني بصراحة أشك بحصول ذلك في الواقع.

الأرجح في الواقع هو أن الأميركان سيعتزلون قضية الباب ولن يتدخلوا فيها، وهذه بحد ذاتها خسارة ضخمة للقضية السورية. أكثر ما يهمنا في قضية الباب هو استدراج أميركا إلى حلب. أردوغان يمنع ذلك. هو لا يريد أن يسمح لأميركا بالذهاب إلى حلب. بالتالي تلك المنطقة ستظل وكالة حصرية للروس والإيرانيين.

ما سيحصل في الواقع هو ربما السيناريو التالي: مرتزقة أردوغان سيقتربون من مدينة الباب، وهذا سيؤدي إلى صدام بينهم وبين قسد. أميركا لن تتدخل في هذا الصدام بسبب موقف أردوغان، والطيران التركي لن يتدخل أيضا بسبب الموقف الروسي-الإيراني. روسيا وإيران ستطلبان من ذيل الكلب أن يدعم قسد جويا في هذه المعركة، وبعد نهاية المعركة سوف يصدر ذيل الكلب بيانا يقول فيه أن “الجيش السوري والميليشيات الرديفة حرروا مدينة الباب”.

في المحصلة قسد ستنتصر في هذه المعركة وستسيطر على الباب، ولكن هذا لن يكون بغطاء أميركي وإنما بغطاء من ذيل الكلب، أي أن المدينة ستذهب في النهاية لذيل الكلب وإيران، وهذا تحديدا هو ما يريده أردوغان. كل ما يفعله أردوغان الآن يهدف لإيصالنا إلى ذلك السيناريو.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s