“مفاجآت نوفمبر” انهالت على هيلاري كلينتون

في الانتخابات الأميركية هناك شيء يسمى “مفاجآت أكتوبر”.

المقصود بذلك هو المفاجآت التي تظهر في شهر أكتوبر السابق للانتخابات الرئاسية والبرلمانية وتؤثر على توجهات الناخبين.

الشريط الفضائحي لدونالد ترمب مع بيلي بوش هو مثال على “مفاجأة أكتوبر”.

قبل الأسبوع الماضي كان الناس في أميركا موقنين بأن كلينتون ربحت الانتخابات، بما في ذلك سياسيو الحزب الجمهوري.

ولكن خلال الأسبوع الماضي ظهرت مفاجآت صاعقة من جيمس كومي رئيس الـ FBI. أهم ما قاله هو أنه أعاد فتح التحقيق في قضية إيميلات هيلاري كلينتون بسبب ظهور أدلة جديدة (لم يوضح تفاصيل الأدلة، وبالتالي هو ترك الناس فريسة للظنون).

مفاجآت كومي قلبت موازين الانتخابات لمصلحة ترمب.

جيمس كومي هو جمهوري يميني متشدد (من رشحه لمنصبه هو جون أشكروفت المحامي العام في زمن جورج بوش). بعض الناس في أميركا توقعوا أن يقوم جيمس كومي بتفجير مفاجأة قبل الانتخابات تصب في مصلحة ترمب، ولكن لا أحد توقع أن تكون مفاجأة كومي في هذا الوقت وبهذه الطريقة. هو انتظر حتى الأسبوع الأخير قبل الانتخابات، أي أنه تجاوز مفهوم “مفاجأة أكتوبر” التقليدي وأوجد مفهوما جديدا مميتا هو “مفاجأة نوفمبر”.

هو ضرب الناس في الوقت بدل الضائع، وضربته هي قذرة جدا. هو لم يكشف تفاصيل المعطيات الجديدة التي يقول أنها لديه، وبالتالي لا يمكن لكلينتون أن ترد وأن تدافع عن نفسها طالما أن تفاصيل المعطيات ما زالت غير معلومة.

تصرفه هو غريب جدا. أنا لا أستطيع أن أفسر سلوكه لأنني لا أملك معلومات، ولكن يبدو لي أن هذا الرجل كان يتوقع أن هيلاري كلينتون ستعزله عن منصبه على كل حال، ولهذا هو ضربها استباقيا وفق مبدأ شمشون “علي وعلى أعدائي”.

لكي تكتمل مصيبة كلينتون (ومصيبة أميركا معها) فإن موقع ويكيليكس كشف المزيد من الفضائح السيئة لها ولزوجها في الأسبوع الماضي.

أيضا إحدى شركات التأمين الكبرى أعلنت الأسبوع الماضي أنها تدرس إيقاف أو تقليص أعمالها بسبب قانون “أوباما كير”. هذه ليست الشركة الأولى التي تعلن ذلك. قانون أوباما كير سبب خسائر كبيرة لشركات التأمين، وعدد من الشركات الكبيرة أعلنت أنها ستوقف أعمالها في أميركا بسبب ذلك. شركة Anthem اختارت أن تعلن نفس الأمر الأسبوع الماضي، وإعلانها كان بمثابة مفاجأة نوفمبر أخرى.

ما حصل هو أن هيلاري كلينتون أصيبت بوابل قاتل من “مفاجآت نوفمبر”. مفاجآت نوفمبر هي سلاح جديد أشد فتكا من مفاجآت أكتوبر. لا أدري لماذا استخدموا هذا السلاح الفتاك ضد هيلاري وبهذه الكثافة. السبب ربما هو ضعف دونالد ترمب. داعمو ترمب أدركوا أن إنجاح هذا الرجل يتطلب استخدام سلاح فتاك جديد لم يسبق أن استخدم من قبل.

بعدما كان ترمب مهزوما هو بات الآن ينافس كلينتون ويتفوق عليها في بعض الاستطلاعات. رغم ذلك ما زال الأرجح على ما أظن هو فوز كلينتون. هي طبعا لن تفوز بفارق كبير.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s