معركة حلب الحالية هي أفضل معركة شنها ثوار الائتلاف

أنا دائما ما أنتقد ثوار الائتلاف بسبب عقم تخطيطهم، ولكن بالنسبة لمعركة حلب الحالية فيجب الإقرار بأنها تطور نوعي.

في هذه المعركة هم تجنبوا الكثير من أخطاء المعارك السابقة، وهذا أمر جيد رغم كونه متأخرا.

على سبيل المثال، لفتني حرصهم على استهداف مطار النيرب وطريق إسريا. هذا أمر مهم جدا ولكنهم في الماضي كانوا يغفلون أهميته.

الحرب التي يخوضها ثوار الائتلاف هي حرب غير متكافئة. لكي تربح هكذا حرب فلا بد أن تحارب بطريقة حرب العصابات. يجب أن تركز بشكل خاص على استهداف طرق الإمداد والخطوط الخلفية للعدو.

مشكلة ثوار الائتلاف هي أنهم كانوا يحاربون ذيل الكلب وكأنهم جيش نظامي، وهذا كان يتسبب بخسائر كبيرة في صفوفهم. لعل هذا الخطأ هو سبب الخسائر الكبيرة التي تكبدوها في درعا، رغم أنني بصراحة لا أفهم تماما ما الذي جرى ويجري في درعا.

ثوار درعا لا يجب أن يخوضوا مواجهات مباشرة مع ذيل الكلب وإيران. الأجدى هناك هو العمليات الخاطفة والكمائن وحرب العصابات.

بالنسبة لاقتحام أحياء حلب الغربية فيبدو أن ثوار الائتلاف لجؤوا إلى ذلك بهدف تحييد طيران ذيل الكلب. إذا تحصنوا في مناطق سكنية فهذا يجعل من الصعب على ذيل الكلب أن يستهدفهم بالطيران. هم يريدون السيطرة على الأكاديمية العسكرية والأحياء السكنية المحيطة بها بهدف إيجاد جسر يصلهم بحلب الشرقية المحاصرة.

هم يحاولون أن يفتحوا جبهات كثيرة بهدف تشتيت قوات ذيل الكلب.

خطتهم جيدة (هي بلا شك أفضل خطة وضعوها منذ بداية الثورة)، ولكن المشكلة هي أن تطبيق هذه الخطة هو أمر صعب في الواقع.

قضية حلب لن تحسم في النهاية سوى بتدخل من قوة دولية ترغم ذيل الكلب وإيران على وقف ما يجري هناك. ذيل الكلب وإيران لا يرون مانعا من استمرار قصف حلب إلى ما لا نهاية. هم يقصفون المدينة بلا توقف منذ أربع سنوات، ولا أظن أنهم يجدون مشكلة في مواصلة القصف لأربعة سنوات أخرى. ثوار الائتلاف لا يستطيعون أن يضعوا حدا لذلك. يجب أن تتدخل قوة دولية (أو قوى دولية) وترغمهم على وقف ما يفعلونه.

رأيان حول “معركة حلب الحالية هي أفضل معركة شنها ثوار الائتلاف

  1. غزوة حلب التي يشنها ثوار الائتلاف من الصعب أن تنجح بسبب عدم واقعية أهدافها

    أكتوبر 29, 2016 Hani حلب، سياسة
    الغزوة التي يشنها ثوار الائتلاف في مدينة حلب حققت نجاحات لافتة، ولكنني أشك في استمرار هذه النجاحات.

    أنا لا أعلم ما هي خطة الغزوة، ولكن يبدو أن هدفها هو اقتحام الأحياء الغربية لمدينة حلب (مثلا حي حلب الجديدة).

    الأحياء الغربية لحلب ما زالت تحوي الكثير من السكان (رغم محاولات ذيل الكلب لتفريغها). أظن أن قسما من هؤلاء السكان سيختارون حمل السلاح ومقاتلة ثوار الائتلاف بدلا من النزوح عن بيوتهم (أظن أن هذا حصل بالفعل. ذيل الكلب تمكن من تجنيد عدد لا بأس به من سكان المدينة وهو يزج بهم الآن في المعارك ضد ثوار الائتلاف).

    في الماضي استبعدت قدرة ثوار الائتلاف على غزو الأحياء الغربية لحلب، وما زلت عند ذلك الرأي. هذا الهدف يفوق طاقة معارضة الائتلاف. هم الآن يستنزفون أنفسهم في معركة تفوق طاقتهم والنتيجة النهائية ستكون هزيمتهم على الأغلب.

    معارضة الائتلاف لا يمكن أن تسيطر على مدينة حلب لأن أغلب سكان المدينة يرفضون هذه المعارضة جملة وتفصيلا. رأي سكان مدينة حلب في معارضة الائتلاف هو مثل رأيي أنا بها (بل وأسوأ).

    الجهات القادرة نظريا على تحرير مدينة حلب هي قسد وتركيا. بالنسبة لتركيا فهي لا ترغب في تحرير مدينة حلب، لأنها تعتبر هذا تهديدا لها. تركيا في الحقيقة هي العامل الأساسي الذي أعاق تحرير مدينة حلب حتى الآن.

    لا أحد يستطيع تحرير مدينة حلب سوى قسد، والتآمر التركي منع قسد من الوصول إلى المدينة، بالتالي لم تعد هناك إمكانية لتحرير المدينة.

    ما الذي حصل في عملية تحرير الباب؟ أردوغان بعبع كثيرا حول تحرير الباب ولكنه ما زال قابعا في مكانه. هو لا يتحرك نحو مدينة الباب (أو ربما يتحرك بسرعة الحلزون).

    أردوغان الدجال يتحدث عن تحرير مدينة الباب منذ أشهر، ولكنه على ما يبدو لا يريد الذهاب إليها بالفعل، لأن ذلك سيقربه من مدينة حلب، وهو لا يريد أن يقترب من حلب (على الأقل ليس قبل أن ينتهي الإيرانيون من تدميرها). أردوغان يريد منع قسد من تحرير الباب ولكنه لا يريد أن يذهب إلى تلك المدينة. هو ينتظر أن يصل إليها الإيرانيون والحشد الشعبي. هذه هي خطته. هي نفس الخطة التي طبقها في مدينة حلب، ولو استطاع فهو يريد تطبيق نفس الخطة في مدينة الرقة أيضا.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s