العلاقات التركية-الأميركية هي متردية منذ فترة، خاصة بعدما اختارت تركيا أن تتحالف مع روسيا ضد المصالح الأميركية في سورية، ولكن ما هو السبب المباشر للقرار الأميركي بسحب عائلات الدبلوماسيين من إسطنبول؟
هذا القرار أتى بالتزامن مع قضيتين، قضية تحرير الرقة وقضية تحرير الباب.
أردوغان حاول لأسابيع أن يعيق عملية تحرير الرقة، وهذا أزعج الأميركيين بشدة لاعتبارات شرحناها سابقا، ولكن في الأيام الماضية قرأنا أن أردوغان أذعن للمطلب الأميركي بإشراك الأكراد في عملة تحرير الرقة. بالتالي لا أظن أن هذه القضية هي سبب التصعيد الأميركي الحالي ضد تركيا.
الأرجح هو أن الأميركان هم غاضبون من نية أردوغان التوجه نحو مدينة الباب دون غطاء روسي.
أردوغان تدخل في سورية بغطاء روسي محض ودون موافقة أميركا. تدخله ألحق ضررا عظيما بالاستراتيجية الأميركية في سورية وسهل لروسيا تدمير مدينة حلب.
الروس أدخلوا أردوغان إلى سورية لهدف وحيد هو إضعاف قسد والأميركان في محافظة حلب، وبالتالي تسهيل تدمير مدينة حلب كما يحصل الآن. أردوغان أدى المهمة المطلوبة منه والروس لم يعودوا بحاجة إليه. لهذا السبب هم رفعوا الغطاء عنه.
ذيل الكلب صار الآن يهدد الأتراك بإسقاط طائراتهم، وهو على ما يبدو قصف موقعا لقوات درع الفرات. هذه التصرفات من ذيل الكلب تدل على أن التدخل التركي في سورية لم يعد يحظى بغطاء روسي.
تركيا لا تستطيع أن تظل في سورية دون غطاء من قوة دولية كبرى. إذا حصل اشتباك بين تركيا والروس فهذا سيجر حلف الناتو إلى التدخل. الأتراك لا يمكنهم أن يجروا حلف الناتو إلى شيء كهذا دون تنسيق مسبق مع أعضاء الحلف، خاصة وأن التدخل التركي في سورية هو من الأساس ضد مصالح حلف الناتو ويستهدف تقويض الاستراتيجية الأميركية في سورية.
هذا التخبيص الأردوغاني هو على الأغلب سبب غضب الأميركان. هم ربما يريدون من أردوغان أن يوقف عملية درع الفرات بشكل فوري، ولهذا هم يصعدون ضده لإجباره على ذلك.
أردوغان لم يتمكن من هزيمة قسد في محافظة حلب. قسد ما زالت موجودة هناك وهي لم تخسر شيئا من أراضيها. الشيء الوحيد الذي أنجزه أردوغان هو أنه أعاق تحرير مدينة الباب، وبالتالي هو أعاق وصول القوات الأميركية إلى تلك المدينة التي تقع بالقرب من حلب. بذلك هو سهل للروس تدمير مدينة الباب. هذا هو الإنجاز الوحيد لتدخل أردوغان في سورية.
الأكراد الآن يقولون أنهم سيحاربون مع الأميركان لتحرير الرقة، وأما عملية الباب فمصيرها ليس واضحا.
الأكراد ما زالوا يريدون تحرير الباب، ولكن ما هي الفائدة من تحريرها دون دعم أميركي؟
إذا لم تشارك أميركا في تحرير الباب فهي لن تكون ملزمة بالدفاع عنها مستقبلا. من الممكن لذيل الكلب والإيرانيين أن يدمروا المدينة مستقبلا والأميركان لن يفعلوا شيئا لوقف ذلك، لأن القضية لا تعنيهم.
الأسوأ من ذلك هو أن ذيل الكلب يحاول أن يبسط ظله على تحركات قسد الحالية شمال حلب. هو يزعم أن هذه التحركات تحصل بغطاء منه. هذا الكلام هو خطير لأنه سيمنح الذريعة لذيل الكلب في المستقبل لكي يهاجم مناطق قسد ويدمرها.
يا ذيل الخنزير، هذا يدل على ان سيدتك امريكيا كاذبة ومراوغة. وهذا تاكيد على ان التكفيريين والوهابيين، بمسمياتهم المختلفة، هم استثمار امريكي-صهيوني لتحقيق اهدافهم الأستعمارية ضد سوريا والمنطقة. وعلية فكل المجاميع الأرهابية الممولة خليجيا والمسلحة امريكيا وصهيونيا ومن تركيا انما هي ادوات بيد الأمريكي-الصهيوني لأسقاط سوريا وتفتيتها لتحقيق المشروع الصهيو-امريكي في “الشرق الأوسط الكبير او الجديد” الذي ستكون فيه الكيان الصهيوني دولة عظمي وبذلك تجهض قضية فلسطين والى الأبد. ثم اذا انت لا تعنيك وحدة الدولة السورية واستقلالها، هل ستهمك قضية فلسطين. اتمن ان تلاقي ” الخور اللعين” في اقرب فرصة، انت ومن اتبك من الغاويين. تبا لكم جميعا