من أخطر القضايا التي يواجهها حزب PYD قضية تغيير مناهج التعليم.
هذه القضية تسبب غضبا شعبيا كبيرا ضد الحزب، وهذا أمر مفهوم، لأن الحزب يفرض على الناس مناهج تعليم جديدة رغم أن الحزب لا يملك مؤهلات تسمح له بعمل كهذا.
حسب علمي فإنه لا توجد أية دولة في العالم تعترف بالسلطة التي أقامها حزب PYD، ولا أظن أن أية دولة ستعترف بالشهادات الدراسية التي يصدرها الحزب.
حتى لو فرضنا أن شهادات الحزب نالت الاعتراف الدولي فإن قضية مناهج التعليم هي قضية كبيرة ولا يمكن لمجموعة من المهووسين الإديولوجيين الساكنين في كهف أن يخترعوا مناهج دراسية وأن يفرضوها على الناس بالغلبة.
تلاعب حزب PYD بالتعليم خلق له مشكلة كبيرة مع السكان في مناطق سيطرته، وخاصة الأكراد منهم، لأن الأكراد هم أكبر المتضررين مما يفعله الحزب (الحزب سيفرض عليهم مناهج كردية جديدة من اختراعه).
السؤال البديهي الذي يطرحه كل مراقب: لماذا ورط حزب PYD نفسه في هذه المشكلة التي تؤدي لنقمة السكان ضده؟ لماذا الاستعجال لتغيير المناهج؟ لماذا لا ينتظر الحزب أن تنال سلطته الاعتراف الدولي قبل أن يشرع في تغيير المناهج؟
لا أحد سيتمكن من إيجاد جواب علمي أو منطقي لهذا السؤال.
في السنوات التي سبقت الثورة كنت ألاحظ أن ذيل الكلب يقوم بكثير من التصرفات غير المنطقية التي تجلب له الضرر ولا تجلب له أية فائدة. في البداية كنت أتساءل عن الحكمة من تلك التصرفات، ولكنني لاحقا أدركت عدم وجود أية حكمة.
في الدول المتقدمة (مثلا في أميركا) كل شيء تقوم به الحكومة له حكمة أو هدف معين. لهذا السبب في تلك الدول ليس من الصعب فهم تصرفات الحكومة. أسهل شيء لأي مراقب هو تحليل سياسات الحكومة الأميركية، لأن تلك السياسات مبنية على العلم والمنطق. إذا كان لديك علم ومنطق فأنت ستفهم بسهولة ما تقوم به الحكومة الأميركية.
في المقابل تحليل سياسات ذيل الكلب وداعش وحزب PYD هو أمر صعب. لكي تفهم ما يقوم به هؤلاء لا يمكنك أن تعتمد على العلم والمنطق، ولكنك مضطر في كثير الأحيان لمعرفة الخلفية الثقافية (غير العقلانية) التي ينطلقون منها، ويجب أيضا أن يكون لديك إلمام بعلم النفس والتحليل النفسي. عندما تحاول أن تفسر بعض سياساتهم فإنك تشعر أنك تحلل شخصية مجرم وتحاول أن تفهم دوافع جريمة.
قضية تغيير حزب PYD للمناهج تدخل في هذا الإطار. لا يمكن تحليل هذه السياسة علميا ومنطقيا. لكي نفهم هذه السياسة يجب أن نفهم الخلفية الثقافية لحزب PYD، ويجب أن نفهم الدوافع النفسية أو السيكولوجية التي تقف وراء هذه السياسة.
هذا الهوس الإديولوجي هو الذي أدى لنقمة الناس على ذيل الكلب وداعش، وحزب PYD يسير في نفس الطريق. الحزب يخلق لنفسه مشاكل كبيرة مع الناس هو ليس بحاجة لها. سبب هذا السلوك غير العقلاني هو عدم قدرة قادة الحزب على ضبط أنفسهم. هم ينقادون وراء عواطفهم وغرائزهم على نحو أعمى وغير عقلاني، ونتيجة ذلك هي وقوعهم في الفشل والإخفاق، وهذا يفاقم نقمة الناس ضدهم.
ما يحصل في مناطق سيطرة حزب PYD هي أمور كلاسيكية تكرر دائما في كل الأنظمة الشمولية. لا يوجد أية مفاجئات فيما يجري هناك.