إيران تشاغب على الاتفاق التركي-الروسي

أنا هاجمت الاتفاق التركي-الروسي باستمرار لأن هذا الاتفاق يصب في مصلحة ذيل الكلب ويتسبب في تدمير مدينة حلب.

المفارقة هي أن ذيل الكلب هو الوحيد الذي اعترض علنا على الاتفاق التركي-الروسي. كل الأطراف الأخرى المعنية بالأزمة السورية امتنعت عن أخذ موقف علني من الاتفاق (أميركا لم تقل شيئا حول الاتفاق ولكنها حاولت عقد اتفاقات جديدة مع تركيا من شأنها تخريب الاتفاق التركي-الروسي، ولكن الأتراك لم يقبلوا بما عرضه الأميركان وهم ما زالوا مصرين على المضي في اتفاقهم مع الروس).

ذيل الكلب هو الوحيد الذي أحرج نفسه عبر أخذ موقف علني معارض للاتفاق التركي-الروسي. هذا الموقف لذيل الكلب هو نابع من سذاجته وصبيانيته المعهودة.

عندما أعلن ذيل الكلب المعارضة للاتفاق التركي-الروسي فهو لم يحقق شيئا سوى أنه أثبت للمراقبين أن سيادته المزعومة لا تساوي قشرة بصل لدى الروس. هو أكد للرأي للعام الدولي أن روسيا لا تعترف عمليا بسيادته.

ذيل الكلب هو أتفه من أن يغير شيئا في مسار الأمور، ولكنه يحاول أن يشاغب عبر إصدار البيانات والتصريحات. هو أيضا قام ببث إشاعات مفادها أن الروس يعارضون تقدم تركيا نحو مدينة الباب. أنا أشرت مثلا إلى المقال الذي زرعته مخابرات ذيل الكلب في صحيفة الأخبار. تلك الصحيفة زعمت بالأمس أن ذيل الكلب قصف قوات درع الفرات المتقدمة نحو مدينة الباب. هذا الخبر قد يكون كذبة جديدة من ذيل الكلب هدفها التشويش والمشاغبة.

من المحتمل أن إيران تقف وراء هذه المشاغبة التي يقوم بها ذيل الكلب. لاحظوا أن إيران أخذت موقفا حادا ضد التدخل التركي في الموصل. المشاغبة التي يقوم بها ذيل الكلب ضد التدخل التركي تشبه مشاغبة أصدقاء إيران في العراق، ما يرجح أن هذه المشاغبة هي بسبب توجيهات إيرانية.

أنا لم أسمع أي موقف روسي يعارض تقدم تركيا نحو مدينة الباب، ناهيك عن أن يكون هناك تحرك لروسيا في مجلس الأمن بسبب هذه القضية. من الواضح أن تقدم تركيا نحو مدينة الباب يحصل بضوء أخضر روسي، وهذا يثير حفيظة النظام الإيراني. لهذا نسمع ضجة إيرانية (ومن أتباع إيران) حول التدخل التركي في العراق وسورية.

الشيء المضحك في حالة ذيل الكلب هو أنه محتد ضد التدخل التركي رغم أن الميليشيات الإيرانية تسرح وتمرح في دويلته المزعومة. الإيرانيون موجودون حتى في غرفة نوم ذيل الكلب، وكل العالم يعلم ذلك.

لا أحد في العالم يأخذ سيادة ذيل الكلب بجدية لأن كل العالم يفهم حقيقة وضعه.

الملفت في الآونة الأخيرة هو حرص الروس الكبير على التهدئة في مدينة حلب. يبدو أنهم جادون في عقد هدنة في مدينة حلب، ولكن ثوار الائتلاف هم الذين يفشلون الهدنة عبر تمسكهم ببقاء جبهة فتح الشام في حلب.

ما هو سبب الموقف الروسي المستجد؟ هناك أمور كثيرة يمكن أن تقال لتفسير هذا الموقف، ولكن يجب الانتباه إلى أن الروس لم يكونوا من الأصل متحمسين لتدمير مدينة حلب. ذيل الكلب والإيرانيون كانوا متحمسين منذ زمن طويل لمهاجمة مدينة حلب وتدميرها وكانوا يضغطون على الروس للبدء بتلك العملية، ولكن الروس أخروا العملية وعقدوا عدة هدن وحاولوا عدة مرات أن يتوصلوا إلى اتفاق مع الأميركان يؤدي لهدنة دائمة في حلب.

تدمير مدينة حلب هو من حيث المبدأ ليس أمرا جيدا للروس، لأن هذه جريمة كبيرة ستدخل في سجلهم التاريخي وستلاحقهم لزمن طويل. الأميركان حذروا الروس من تعرضهم لعمليات إرهابية انتقامية، وهذا تحذير منطقي لأن تدمير مدينة حلب سوف يسبب نقمة إسلامية. النقمة لن تكون محصورة في المسلمين ولكن كل العالم سوف يغضب على الروس بسبب هذه الجريمة، ونحن نرى هذا الغضب الآن بالفعل. هناك تحركات دولية كبيرة ضد روسيا بسبب ما يجري في حلب.

لماذا يورط الروس أنفسهم في مشكلة كهذه؟ الإيرانيون يتحركون من دافع هوس استعماري مذهبي، ولكن الروس ليس لديهم مثل هذا الدافع.

التلكؤ الروسي في حلب سببه أن الروس أصلا لم يكونوا متحمسين لهذه الجريمة، ومن الممكن أيضا أن الاتفاق التركي-الروسي له علاقة. من الممكن أن الروس يريدون أن يحفظوا ماء وجه أردوغان. قوات أردوغان باتت قريبة جدا من حلب.

ومن الممكن أيضا أن الروس يخشون من وصول أسلحة نوعية جديدة إلى ثوار الائتلاف، ولكن هذا الاحتمال يبدو ضعيفا. ليس هناك ما يدل على أن أوباما وافق بالفعل على تزويد ثوار الائتلاف بمضادات طائرات. أوباما لن يفعل شيئا بشأن القضية السورية حتى خروجه من السلطة. بالنسبة لهيلاري كلينتون فهي قالت أنها تؤيد تأسيس مناطق آمنة في سورية ولكنها لم تقل أنها ستمد ثوار الائتلاف بأسلحة.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s