معارضة ثوار الائتلاف لذيل الكلب هي دجل على غرار معارضتهم لإسرائيل

القوميون الدمشقيون هم مشهورون تاريخيا بأنهم يرفعون عقيرتهم ضد إسرائيل ويبالغون في ذلك.

هم كانوا يفعلون ذلك للتغطية على واقعهم الخياني.

شرحت في الماضي علاقة القومية الدمشقية بإسرائيل. لولا القومية الدمشقية لما كانت إسرائيل وجدت من الأساس. القومية الدمشقية هي التي هدمت الدولية العثمانية في سورية، وهي التي تسببت في تقسيم المشرق العربي وفق اتفاقية سايكس-بيكو. لولا هذه المنجزات التي حققتها القومية الدمشقية لما كانت إسرائيل قامت واستمرت.

للتغطية على ما فعلوه بحق فلسطين والعالم العربي كان القوميون الدمشقيون يبالغون في الحديث عن قضية فلسطين والعروبة. هم كانوا يكثرون الكلام والبربرة حول هذه القضايا بهدف التغطية على خيانتهم وحلفهم الموضوعي مع إسرائيل.

بعض الناس من الجيل المعاصر ربما لا يعرفون (ولا يريدون أن يعرفوا) القصص التي دارت قبل ولادتهم، ولكن ماذا عن القصص التي دارت في عهد عائلة الأسد؟ هذه القصص هي ليست قديمة جدا والمفترض أن كل أبناء الجيل الحالي يعرفونها. هم يعرفون كيف كانت عائلة الأسد تكثر الحديث والبربرة حول تحرير الجولان والمقاومة رغم أنها في الواقع سلمت الجولان لإسرائيل دون مقاومة حقيقية في عام 1967، وبعد حرب العام 1973 أُقفلت جبهة الجولان نهائيا وانشغلت عائلة الأسد بمحاربة الفسطينيين في لبنان، ثم المسيحيين في لبنان، ثم بعد ذلك دمر ذيل الكلب الشعب السوري. كل هذا حصل بينما عائلة الأسد ترفع عقيرتها حول المقاومة وتحرير الجولان.

هذا النهج هو سمة مميزة للقوميين الدمشقيين. هم يقولون الشيء ويفعلون نقيضه. هم تحدثوا عن الوحدة العربية بينما كانوا يقسمون المشرق العربي إلى دويلات، وتحدثوا عن تحرير فلسطين بينما كانوا يؤسسون إسرائيل.

ما فعلته معارضة الائتلاف خلال سنوات الثورة يتوافق مع هذا النهج. هذه المعارضة ظلت تزعم أنها تريد إسقاط ذيل الكلب، ولكنها في الواقع العملي فعلت كل شيء ممكن لتقوية ذيل الكلب وإعادة بث الروح فيه.

قبل ثلاث سنوات كان ذيل الكلب لا يحكم السيطرة حتى على دمشق. هو كان منهارا تماما. معارضة الائتلاف نجحت على نحو عجيب في قلب الموازين لمصلحته وإعادة صناعته من جديد.

لن أكرر الحديث عن كل ما فعلته معارضة الائتلاف، ولكنني فقط سأشير إلى ما حصل بعد التدخل الأميركي.

التدخل الأميركي في سورية كان الأمل الوحيد لإسقاط ذيل الكلب، لأن أميركا هي فعليا الجهة الوحيدة التي تملك القدرة على التدخل العسكري ضد ذيل الكلب وداعميه.

معارضة الائتلاف لم تستفد من التدخل الأميركي ولكنها ناصبته العداء، وهذا أمر عجيب. كيف تريدون إسقاط ذيل الكلب دون دعم أميركي؟

الأميركان اعتمدوا على الأكراد بسبب الموقف السلبي لمعارضة الائتلاف. الأميركان بالتحالف مع الأكراد حققوا إنجازات رائعة وتمكنوا من تحرير مساحة واسعة في شمال شرق سورية.

الملفت هو أن عداوة معارضة الائتلاف للتدخل الأميركي استمرت في التزايد والتصاعد، إلى أن وصل الأمر بهم إلى شن حرب عسكرية ضد قسد. هذه الحرب تحصل بتحالف وتنسيق مع الروس (وهذا لم يعد سرا. صحيفة الشرق الأوسط تنشر كل يوم مقالا جديدا حول هذا الموضوع).

هؤلاء الذين يدعون معارضة ذيل الكلب هم الآن يحاربون قسد بدلا من ذيل الكلب. ما هي قسد؟ قسد هي تحالف عسكري تأسس في سورية بإشراف ودعم أميركي. قسد هي الحليف الحقيقي لأميركا في سورية. معارضة الائتلاف تحارب الآن هذا الحليف الأميركي لمصلحة الروس وذيل الكلب.

وفي نفس الوقت هم يقولون أنهم معارضون لذيل الكلب.

اقرؤوا هذا المقال في صحيفة الشرق الأوسط. أية معارضة لذيل الكلب يتحدثون عنها؟ هؤلاء هم عملاء لذيل الكلب وليسوا معارضين له. عمالتهم صارت منشورة ومشروحة في الصحف.

هذا هو نهج القومية الدمشقية. هم يقولون الشيء ويفعلون نقيضه. هم يقولون أنهم ضد إسرائيل ويعملون لمصلحة إسرائيل، ويقولون أنهم ضد ذيل الكلب ويعملون لمصلحة ذيل الكلب.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s