من متابعتي لأخبار مملكة آل سعود يتبين لي أن هناك أربعة تيارات للمعارضة داخل هذه المملكة:
- المعارضة النسوية (المعارضة التي تطالب بحقوق النساء).
- المعارضة الليبرالية (تطالب بالحريات الشخصية ولكنها لا تطالب بإصلاحات سياسية).
- المعارضة السياسية.
- المعارضة الجهادية.
آل سعود يعترفون بوجود المعارضة الجهادية فقط دون تيارات المعارضة الأخرى (موقفهم من المعارضة هو مثل موقف ذيل الكلب في الدويلة الدمشقية).
أقوى وأنجح تيارات المعارضة هو التيار النسوي. هذا التيار هو منظم على نحو ملفت ومثير للإعجاب (مثلا الحملات المنظمة التي يقومون بها على موقع تويتر). هذا التيار هو أيضا عملي وواقعي. هم يطرحون مطالب واقعية يمكن إقناع المجتمع بها ويمكن إرغام آل سعود على الاستجابة لها.
بقية تيارات المعارضة هي ليست في حال جيدة. هي غير منظمة، ومطالبها في الغالب عدمية وغير واقعية.
في الآونة الأخيرة ازداد حضور المعارضين السياسيين على موقع تويتر، وهذا أمر جيد، ولكنه لا يؤدي إلى أية نتائج إيجابية في الواقع. السبب هو أن هؤلاء المعارضين السياسيين هم ليسوا منظمين. هم لا ينسقون فيما بينهم ولا يملكون أجندة مشتركة. القاسم الوحيد الذي يجمعهم هو المطالبة بإسقاط آل سعود، وهذا المطلب هو ليس مطلبا واقعيا. هذا المطلب في الحقيقة ينفر المجتمع من هذه المعارضة.
المطالبة بإسقاط آل سعود هي ليست معارضة بناءة. هذا المطلب هو مطلب عبثي وتخريبي (هو مثل مطلب “إسقاط النظام” الذي رفعه مهابيل الائتلاف في الدويلة الدمشقية). المجتمع لن يلتف حول مطلب كهذا، وآل سعود طبعا لن يستجيبوا أبدا لهذا المطلب.
الأحرى بالمعارضة السياسية أن تضع لنفسها أهدافا واقعية عملية يمكن إقناع المجتمع بها ويمكن إرغام آل سعود على الاستجابة لها. لماذا لا تتعلمون من المعارضة النسوية؟ المعارضة النسوية هي أنجح بكثير من المعارضة السياسية.
من الممكن مثلا أن يتفق المعارضون السياسيون فيما بينهم على مطالب محددة مثل:
-وقف الاعتقالات السياسية والإفراج عن المعتقلين السياسيين، وتغيير القوانين التي تجيز الاعتقال السياسي.
-المطالبة بإصلاح دستوري ومجلس نيابي منتخب ذو سلطات.
هذه مطالب بسيطة وواقعية يمكن إقناع كل الناس بها. لا يمكن لإنسان عاقل أن يرفض هذه المطالب، بخلاف مطلب “إسقاط آل سعود” الذي هو كلام عبثي غوغائي لا يجلب شيئا لمن يطالبون به سوى الشتائم وكراهية الناس.
المعارضون السياسيون يجب أن ينسقوا فيما بينهم ويجب أن يتفقوا على أجندة مطالب محددة وواضحة. المطالب يجب أن تكون ذات طابع إصلاحي بناء. المطالب الغوغائية مثل “إسقاط آل سعود” يجب ألا تكون موجودة على أجندة المطالب، لأن وجودها على الأجندة ينفر الناس ويخيفهم من المعارضة.
بعد أن يتفق المعارضون على أجندة المطالب يجب أن يستغلوا تويتر وغيره بهدف شرح هذه المطالب للناس وكسب تأييدهم لها. يجب أن يقتنع الناس بأن المعارضة هي واعية وهدفها هو الإصلاح وليس التخريب وهدم الدولة.
لا توجد فائدة من المقاربة العدائية لآل سعود. إذا كنتم تريدون الإصلاح فأنتم مضطرون للتعاون مع آل سعود. مطلب إزالة آل سعود من السلطة هو مطلب غير واقعي. المطلب الواقعي هو الضغط على آل سعود بهدف إرغامهم على تغيير سلوكهم.
لكي تنجح المعارضة يجب أن تزيل من أدبياتها فكرة إسقاط آل سعود ويجب أن تركز على مطالب إصلاحية محددة، كما تفعل المعارضة النسوية.
المعارضة النسوية تطالب بحق قيادة المرأة للسيارة، وبإسقاط ولاية الرجال. أنا لم أر أية حملة للمعارضة النسوية تطالب بإسقاط آل سعود، ولو رأيت هكذا حملة فإنني كنت سأقول لنفسي أن هذه ليست معارضة جادة ولكنها مجرد تحركات غوغائية.
ما هذا يا ذيل الخنزير؟ صرت خبير اجتماع للمجتمع في الجزيرة العربية؟ الظاهر انك مثل التاجر المفلس، صرت تبحث عن اشياء هامشية وتنسى انك منظر ما تسميه “بالمعارضة” في سوريا….معارضة صهيونية مثل مجهك لا بارك اللة فيك ولا في من اتبعك من الغاويين.