طائرات للتحالف الأميركي دعمت تقدم قسد باتجاه مدينة الباب

إحدى القرى التي سيطر عليها جيش الثوار اليوم هي قرية حساجك.

هذه القرية هي التي أثار الروس ضجة حولها. حسب كلام الروس فإن طائرات بلجيكية قصفت القرية وتسببت في مقتل مدنيين.

هذا القصف الذي يتحدث عنه الروس حصل قبل ساعات من تقدم جيش الثوار نحو القرية. إذن من الواضح أن التحالف الدولي قدم دعما لجيش الثوار في تقدمه من أرفاد باتجاه الشرق.

غضب الروس من قصف قرية حساجك يدل على أنهم لا يدعمون تقدم قسد نحو الباب، وهذا شيء طبيعي. ليس من المعقول أن يساند الروس تقدم قسد نحو مدينة الباب لأن هذا ينسف تفاهماتهم مع تركيا، ناهيك عن أن قسد كانت وما زالت تعمل بتنسيق كامل مع الأميركان.

الطائرات التي قصفت مرتزقة أردوغان جنوب مارع كانت إذن من التحالف الأميركي. لو صح نبأ هذا القصف فإنه يدل على أن الأميركان أرادوا توجيه رسالة لأردوغان لكي يكف عن استهداف قسد (ولكن أردوغان تجاهل الرسالة وهو الآن يشن هجمات عنيفة على قسد، ليس فقط في المنطقة الواقعة جنوب مارع وإنما في عفرين أيضا).

حسب بعض الصحف الأميركية فإن أوباما ما زال يريد تحرير مدينة الرقة قبل انتهاء ولايته، أو هو ربما يريد أن تبدأ هذه العملية قبل انتهاء ولايته، حتى ينسب فضلها إليه. يجب على المراقبين أن يدركوا أمرا مهما وهو أن أوباما يتحمل مسؤولية نشوء داعش بسبب سحبه المتسرع للقوات الأميركية من العراق (دونالد ترمب دأب على ترداد هذه المقولة، وهي صحيحة). أوباما يريد أن يقضي على داعش قبل خروجه من السلطة حتى يمسح هذه التهمة من سجله. هو مستعجل للبدء في عملية تحرير الرقة، ولهذا هو يصر على إشراك الأكراد في العملية، لأن الاعتماد على الأكراد هو أسرع الطرق لتحرير المدينة.

ولكن الأكراد يرفضون المشاركة في عملية تحرير الرقة قبل أن تلبي أميركا بعض مطالبهم. حسب ما يرد في الصحف الأميركية فإنهم طلبوا من أميركا الاعتراف بفدرالية روژآڤا. هناك مطلب آخر لهم وهو أن تساندهم أميركا في تحرير مدينة الباب.

من الصعب على الأميركان أن يعترفوا بفدرالية روژآڤا. لو فعلوا ذلك فهذا سيضعهم في مشكلة مع تركيا، وأيضا هذا سيوحي للرأي العام الدولي بأن أميركا تسعى لتقسيم الدويلة الدمشقية.

الأسهل للأميركان هو دعم عملية تحرير الباب. الملفت في التحرك الأخير لقسد نحو مدينة الباب هو أنه تحرك عربي وليس كرديا. القوات التي تتقدم نحو مدينة الباب هي قوات جيش الثوار، الذي هو فصيل عربي. يجب الانتباه أيضا إلى أن القوات التي تسيطر على مدينة منبج (مجلس منبج العسكري) هي قوات عربية وليست كردية. الأميركان لا يدعمون أية قوات كردية غرب نهر الفرات، وهذا طبعا يعود إلى الموقف التركي، ولكن الأميركان لا يجدون مانعا في دعم قوات عربية غرب نهر الفرات، ولهذا هم يدعمون مجلس منبج العسكري، ويبدو الآن أنهم يدعمون جيش الثوار، بدليل قصف قرية حساجك الذي تبرأ الروس منه وحملوا مسؤوليته للتحالف الأميركي.

هل جيش الثوار يستطيع بمفرده أن يسيطر على مدينة الباب؟

أنا بصراحة لا أعلم كم هو عديد جيش الثوار ومجلس منبج العسكري، ولا أعلم إن كان هؤلاء يستطيعون السيطرة على مدينة الباب دون دعم من الأكراد. لا أعلم كيف ستتم هذه العملية.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s