أردوغان لن يفتح أبدا جبهة مع ذيل الكلب

كتبت ذات مرة أن الميليشيات المدعومة من تركيا في شمال محافظة حلب قد تكسر الحصار المفروض على المدينة.

ذلك الكلام لم يكن التحليل الأساسي الذي طرحته للتدخل التركي. التحليل الأساسي هو أن التدخل التركي منسق مع الروس والإيرانيين ويستهدف قطع طريق قسد إلى مدينة حلب. فكرة أن الأتراك قد يكسرون حصار حلب هي فكرة ثانوية خطرت لي عندما رأيت أن العلاقات تتحسن بين الأتراك والأميركان بشأن التدخل في سورية. أنا قلت ذلك الكلام تحديدا بعد تصريح أردوغان الذي قال فيه أن الجيش التركي سيشارك في تحرير الرقة.

ولكن الآن من الواضح أن هناك خلافات عميقة بين تركيا وأميركا حول التدخل في سورية. عملية تحرير الرقة بمشاركة الأتراك ألغيت، ومن الواضح الآن أن أردوغان هو ثابت على أهدافه الأصلية. هو تدخل في سورية بهدف ضرب قسد وتمكين ذيل الكلب والإيرانيين من السيطرة على المناطق المحررة.

أردوغان ومرتزقته لن يقاتلوا ذيل الكلب أبدا. هذا لن يحصل حتى ولو باتوا على تماس مع قوات ذيل الكلب. أردوغان ينتظر أن ينتهي ذيل الكلب والإيرانيون والروس من تدمير حلب، وبعد ذلك سوف يحاول أردوغان أن يكرر سيناريو حلب في مدينة الرقة. هو سيحاول أن يعيق وصول قسد إلى مدينة الرقة لكي يتمكن ذيل الكلب وداعموه من تدمير تلك المدينة والسيطرة عليها.

أردوغان تدخل في الدويلة الدمشقية بهدف تمكين ذيل الكلب وليس بهدف محاربته. من لا زال يتخيل أن أردوغان يمكن أن يقاتل ذيل الكلب يجب أن يستيقط. لو هناك احتمال ولو ضئيل لمثل هذا الأمر لما كان الروس سمحوا لأردوغان بالتوغل في الدويلة الدمشقية والوصول إلى مدينة الباب.

الروس ما كانوا ليسكتوا على التوغل التركي لولا حصولهم على ضمانات وتطمينات وتعهدات من أردوغان بأنه لن يشتبك مع ذيل الكلب. كما وضحنا سابقا: التدخل التركي هو مغطى بالكامل من روسيا. الأميركان لم يوافقوا أبدا على هذا التدخل قبل حصوله، وحتى بعد حصوله ما زالت هناك خلافات كبيرة بين أميركا وتركيا حوله (الأميركان لا يوافقون على أي شيء في التدخل التركي. هذا التدخل يصب بالكامل في مصلحة ذيل الكلب وداعميه، ويصب في مصلحة داعش، ويقوض الاستراتيجية الأميركية. هو تدخل كارثي وإجرامي).

خلال الأيام الماضية شاهدنا أردوغان يتمسح ببوتين ويتملقه، وشاهدناه يهاجم الأميركان. أردوغان في سورية هو في الخندق الروسي وليس الأميركي. الروس هم حلفاء بوتين في سورية، والأميركان هم خصومه.

الأمور هي واضحة، ولكن من باعوا أنفسهم لأردوغان هم ليسوا قادرين على التحرر. هم ظاهريا يقاتلون مع أردوغان لأجل تركيا، ولكنهم في الحقيقة يقاتلون مع ذيل الكلب ولأجل تمكين ذيل الكلب. هم يقاتلون لعكس الهدف الذي ثاروا من أجله أساسا.

عندما ستسيطرون على مدينة الباب فأنتم بذلك لن تحققوا شيئا سوى حماية ظهر ذيل الكلب في مدينة حلب، وفي النهاية أردوغان سيجبركم على التنسيق مع ذيل الكلب والعودة إلى حضنه. أردوغان لن يتمكن من إبقاء جيشه طويلا داخل الدويلة الدمشقية دون تقديم تنازل كهذا. الروس يسكتون عليه الآن لأن تدخله يخدم مصلحتهم، ولكن بعد تدمير حلب وبعد انتهاء قضية الرقة سوف تزول المصلحة الروسية من وجود الجيش التركي في الدويلة الدمشقية. آنذاك سوف يتغير الموقف الروسي وسوف يبدأ بالروس بالضغط على أردوغان لإرغامه على التطبيع مع ذيل الكلب.

أضف تعليق