أردوغان يستغل القومية التركية لتطهير تركيا من الإسلاميين… وسيستغل القومية الدمشقية لإعادة معارضة الائتلاف إلى حضن ذيل الكلب والزج بها في حرب ضد الأكراد

مقال يتحدث عن عملية التطهير التي ينفذها أردوغان ضد الإسلاميين في تركيا.

أردوغان (كما هو معروف) هو ليس “إسلاميا” بالمعنى السياسي للكلمة. أردوغان بالتصنيف السياسي هو كمالي، ولكنه يختلف عن التيار الكمالي التقليدي من حيث كونه محافظا.

أردوغان هو كمالي لأنه قومي تركي وعلماني، وهو محافظ بسبب اهتمامه بدعم التقاليد والعادات القديمة، بما في ذلك الدينية منها. الفرق بينه وبين الكماليين التقليديين هو أن أولئك لهم موقف سلبي من التراث التركي وهم يسعون لطمسه واستبداله بثقافة أوروبية، في حين أن أردوغان يدعم التراث والقيم التقليدية.

ولكن الكماليين جميعا يتفقون في معاداة الإسلام السياسي. لهذا السبب لم يكن من الغريب أن نرى أردوغان يخوض حربا مع جماعة فتح الله غولن، وفي الآونة الأخيرة هذا الصراع تطور إلى عملية تطهير شاملة شنها أردوغان ضد الإسلاميين.

أردوغان فصل حوالي 100 ألف موظف من وظائفهم بحجة أنهم مؤيدون لفتح الله غولن. لا أظن أن أردوغان يملك دلائل حقيقية على أن كل هؤلاء هم بالفعل منتمون تنظيميا إلى جماعة فتح الله غولن. ما يجري في تركيا هو مجرد تطهير سياسي للإسلاميين. أردوغان يتهم كل شخص ذي ميول إسلامية بأنه ينتمي إلى “الكيان الموازي” وهو طهر عشرات آلاف الناس بهذه التهمة الفضفاضة. هذا يشبه ما حصل في الدويلة الدمشقية في ثمانينات القرن العشرين. آنذاك شن حافظ الأسد حملة تطهير ضد الإسلاميين عموما تحت شعار مكافحة جماعة الإخوان المسلمين. بعض من تعرضوا للتطهير آنذاك لم يكونوا بالفعل من جماعة الإخوان.

سياسة التطهير ضد الإسلاميين بدأت تثير حفيظة بعض مؤيدي أردوغان، خاصة لأن أردوغان يعتمد في تنفيذ هذه السياسة على مجموعة علمانية متطرفة يقودها Doğu Perinçek.

Ali Karahasanoglu of the pro-AKP daily Akit, in a recent article titled “We can’t say [Fethullah Terrorist Organisation] is gone, here comes Perincek,” said the Perincek Group is expanding the purge of Gulenists from sensitive state posts to also systematically target Islamists.

Kemal Ozturk of the pro-government Yeni Safak, in his article “Are Islamists being pushed out?” said a new breed claiming to be AKP devotees — they call Erdogan “our chief” — have totally lost their bearings and have been putting Gulenists and Islamists in the same basket. According to Ozturk, dismissals are being used to oust Islamists-conservatives from critical official posts.

هؤلاء كتاب صحفيون مؤيدون لأردوغان، وهم يشتكون من سياسة التطهير التي تستهدف الإسلاميين بشكل عام. هم يحملون مسؤولية تطهير الإسلاميين لـ Perinçek، الذي هو رجل علماني متشدد يعمل تحت إمرة أردوغان، ولكن المتهم الحقيقي هو أردوغان (هؤلاء الكتاب لا يجرؤون على توجيه الاتهام لأردوغان مباشرة ولهذا هم يتهمون مساعديه وحاشيته، كما هي العادة في الأنظمة القمعية).

أحد هؤلاء الكتاب يشتكي من شبيحة أردوغان الذين يؤيدونه في كل شيء يفعله، بما في ذلك اجتثاث الإسلاميين.

ليس من الغريب أن يشن أردوغان حملة تطهير ضد الإسلاميين، لأن هذا الرجل هو ليس بالفعل إسلاميا كما يظن بعض الجهلة في العالم العربي (أردوغان نفسه قال لأتباعه العرب أنه ليس إسلاميا وأنه يؤيد العلمانية. هو قال هذا الكلام خلال زيارته لمصر في زمن محمد مرسي. رغم ذلك هم ما زالوا إلى الآن يظنون أنه إسلامي وما زالوا يعبدونه لهذا السبب. هذه هي الظاهرة التي كتبت سابقا أنها بحاجة لتفسير علمي. هو يقول لهم بلسانه أنه ليس إسلاميا ولكنهم يستمرون في عبادته رغم ذلك).

قاعدة أردوغان الشعبية هي قابلة للتأثر بخطاب الإسلاميين، لهذا السبب أردوغان يشعر أن الإسلاميين هم التهديد الأكبر لسلطته. هذا هو السبب الذي جعله يشن حرب الإبادة ضد جماعة غولن، والآن هو وسع هذه الحرب لكي تشمل كل الإسلاميين في تركيا.

أقرب ظاهرة إلى ظاهرة أردوغان هي ظاهرة جمال عبد الناصر. عبد الناصر شحن المشاعر القومية في مصر واستفاد من ذلك للتخلص من جماعة الإخوان المسلمين. هذا هو ما يفعله أردوغان أيضا.

لعل أحد الأسباب التي دفعت أردوغان لإشعال الحرب مع الأكراد هو رغبته في تأجيج المشاعر القومية التركية. إذا تأججت المشاعر القومية فهذا يضعف تأثير الإسلاميين ويسهل اجتثاثهم.

أردوغان يحاول أن يتبع سياسة مشابهة في الدويلة الدمشقية. هو يحاول أن يؤجج الشعور القومي الدمشقي في صفوف معارضة الائتلاف تمهيدا لإعادة هذه المعارضة إلى حضن ذيل الكلب والزج بها في حرب ضد الأكراد.

في الماضي نقلت بيانا لجماعة الإخوان المسلمين السورية وأشرت إلى أن لغة البيان هي قومية دمشقية محضة (بل في الحقيقة كانت فاشية دمشقية). خطاب معارضة الائتلاف ينضح بالفاشية الدمشقية، وأنا هنا أتحدث بشكل خاص عن الجماعات التي تصف نفسها بالإسلامية (العلمانيون في صفوف معارضة الائتلاف هم أبعد عن الفاشية الدمشقية من الإسلاميين).

في الماضي ذكرت عدة أمثلة على مظاهر الفاشية الدمشقية في صفوف معارضة الائتلاف. الآن سوف أذكر مثالين باختصار:

1. إصرار معارضة الائتلاف على أن أية جماعة مقاتلة في سورية يجب أن تعتنق الفكر الانفصالي الدمشقي كشرط لعدم وصمها بالإرهاب.

إسلاميو معارضة الائتلاف كانوا على وئام مع داعش إلى أن أعلنت داعش إلغاء الحدود بين الدويلة الدمشقية والعراق. بعد ذلك صاروا يحاربون داعش. هم أيضا ضغطوا على الجولاني لكي يتبنى خطابا انفصاليا دمشقيا ويتخلى بشكل كامل عن مفهوم الأمة الإسلامية الذي تعتنقه عادة الجماعات الإسلامية. هم جعلوا من هذه القضية معيارا يميز الحركات الإرهابية: حسب منطقهم فإن كل من يرفض الفكر الانفصالي الدمشقي هو إرهابي.

2. الاستخدام المبالغ به لكلمة “الشام”.

أمر لافت للنظر في أدبيات الجماعات المقاتلة التابعة للائتلاف كثرة تردادهم لكلمة “الشام” واستخدامهم لهذه الكلمة بمناسبة ودون مناسبة. هم يطلقون تسمية الشام على كل شيء (اليوم قرأت خبرا يقول أنهم أطلقوا تسمية الشام على مدفع رشاش يصنعونه محليا).

قد يقول قائل أن هوسهم بكلمة الشام هو من تراث الدويلة الدمشقية وليست له علاقة بأردوغان. الرد على ذلك هو أن الجماعات التي تبدي أكبر مظاهر الفاشية الدمشقية هي تلك الأقرب إلى أردوغان. الجماعات البعيدة عن أردوغان تبدو أبعد عن هذه الفاشية.

أردوغان ينتظر أن يكتمل تدمير حلب، وبعد ذلك هو سيطلب من معارضة الائتلاف العودة إلى حضن ذيل الكلب (في إطار عملية تسوية وهمية) بحجة الحفاظ على الدويلة الدمشقية وإنقاذها من خطر الأكراد. تنفيذ هذا المخطط يتطلب إلهاب المشاعر القومية الدمشقية، وإلا فكيف سيتمكن أردوغان من إقناع معارضة الائتلاف بنسيان ذيل الكلب والدخول في حرب ضد الأكراد؟

رأي واحد حول “أردوغان يستغل القومية التركية لتطهير تركيا من الإسلاميين… وسيستغل القومية الدمشقية لإعادة معارضة الائتلاف إلى حضن ذيل الكلب والزج بها في حرب ضد الأكراد

  1. يا ذيل الخنزير، لماذا تكذب على اتباعك الفاسقين الغاويين بهذا الشكل المتوح؟ الآن قردوغان لم يعد “اسلامويا” كما تدعي، بعد ان روجت له ولعملائه من عناصر الجيش “القر” طيلة الخمسة سنوات الماضية!! لا يهم ان تجيب على هذا التساؤل، فأنت، كما سائر الخنازير وعديمي الأخلاق، ديدنكم انكم كذابون ومنافقون……….وستهزمون بعون اللة وجهود الجيش العربي السوري……وموتوا بغيظكم

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s