المواجهة الأخيرة بين الحكومة العراقية وأردوغان انتهت على نحو مهين للحكومة العراقية.
السبب الأساسي للإهانة هو أن المجتمع الدولي لم يتعامل بجدية مع شكاوى الحكومة العراقية.
الحقيقة هي أن الحكومة العراقية نفسها تتحمل المسؤولية عما حصل وليس تركيا. السياسة الخارجية للحكومة العراقية هي السبب الذي أفقد الحكومة العراقية مصداقيتها دوليا وأوصلها إلى وضعها الحالي المزري.
إذا كنت تريد من المجتمع الدولي أن يحترم سيادتك وأن يأخذها بجدية فيجب عليك أن تبدأ أنت باحترام سيادتك.
الحكومة العراقية أخذت الكثير من المواقف التي قوضت صورة هذه الحكومة وأفقدتها المصداقية.
أنا ذكرت في الماضي بعض الأمثلة، والآن سأشير إلى مثال آخر هو تصريح إبراهيم الجعفري الذي قال فيه أن “قاسم سليماني” هو مستشار عسكري لدى الحكومة العراقية.
قاسم سليماني هو ليس شخصية مغمورة. هذا الرجل هو معروف دوليا بوصفه قائدا لفيلق القدس الإيراني المسؤول عن النشاطات التوسعية للنظام الإيراني. كل الدول تعلم أن قاسم سليماني هو مكلف من قيادة النظام الإيراني بإدارة العمليات الإيرانية التوسعية في العراق والدويلة الدمشقية ولبنان واليمن وغير ذلك.
عندما يخرج وزير خارجية العراق ويقول أن هذا الرجل هو مستشار عسكري للحكومة العراقية فكيف في رأيكم سيكون رد فعل حكومات العالم؟
إذا أحسنوا الظن بالحكومة العراقية فسيقولون أن هذه الحكومة هي مخترقة من النظام الإيراني، وإذا أساؤوا الظن فسيقولون أن رئيس الحكومة نفسه هو عميل إيراني.
هذا مجرد مثال. الحكومة العراقية قامت بالكثير من التصرفات الأخرى التي أفقدتها مصداقيتها.
إذا كنت تريد من الآخرين أن يحترموك فيجب أن تبدأ باحترام نفسك أولا.
حكومة العراق تباهت بأن قاسم سليماني هو موظف رسمي لديها، ولكن نفس هذه الحكومة تعاملت بهستيرية مع التدخل التركي في شمال العراق. هذا السلوك غير المتوازن يقنع العالم بأن الكلام الذي يقوله أردوغان هو صحيح.
عزيزي هاني
فعلا شهدنا بعد الاحتلال الاميركي حكم الانذال في العراق .عبيد عند الاميركان من الجعفري الى العلاوي الى المالكي الى العبادي دمى اميركية بعضها مطلي بلون ايراني للتمويه.العبادي لا يجرؤ على رد الاهانة بقطع العلاقات الدبلوماسية او طرد السفير بل يسلمه مذكرة احتجاج! والاهم هو ان العبادي والانذال لا يجرؤون على قطع العلاقات الاقتصادية مع تركيا او استعمالها في السياسة . رغم الاهانة معظم البضائع في الاسواق العراقية وخصوصا في الجنوب هي تركية ,كان بامكان الانذال ان يشتروا من مصر لكن السفير الاميركي بالمرصاد يفرض عليهم التعامل مع تركيا رغم الاهانات التي يتلقونها لان اردوغان يعرف انهم انذال وانهم عبيد للسفير الاميركي.