شريط جديد يظهر عداوة ثوار الائتلاف لأميركا:
الغريب هو أنهم ينتظرون الدعم من أميركا، ولكنهم في نفس الوقت يعادونها ويشتمونها. لا أدري كيف يستقيم ذلك في رؤوسهم. هم على ما يبدو ينظرون لأميركا بوصفها جارية لديهم.
هناك مسألة لا تفهمها معارضة الائتلاف رغم أنني شرحتها مرارا لهم، وهي أن أردوغان تعمد نشر التطرف في سورية عن سابق إصرار وتصميم.
قبل فترة دخلت قوات خاصة أميركية إلى بلدة الراعي، فكانت النتيجة أن ثوار الائتلاف في البلدة تظاهروا ضد القوات الأميركية وطردوها، وبعد ذلك علق أردوغان على الحادثة بتصريح قال فيه (ما معناه) أن السوريين يكرهون أميركا بسبب موقفها من القضية الكردية.
الشيء المدهش هو أن جمهور معارضة الائتلاف لم يستخلص أية عبرة من تلك الحادثة.
القوات الأميركية ما كانت لتدخل إلى بلدة الراعي دون تنسيق مسبق مع الأتراك. الأتراك كانوا يعلمون سلفا أن تلك القوات ستدخل، ولكن الأتراك لم يعلموا ثوار الائتلاف بذلك ولم يتخذوا أية إجراءات لتنسيق العملية. هم تعمدوا إظهار ثوار الائتلاف بالمظهر السيء الذي ظهروا به.
أردوغان وأمير قطر يشنون منذ سنوات حملة شحن وتحريض منهجية ضد أميركا في صفوف ثوار الائتلاف. بسبب هذه الحملة فإن جمهور معارضة الائتلاف هو مقتنع بأن أميركا هي سبب كل المصائب وأنها سبب انتصار ذيل الكلب.
كم مرة حاولت أميركا أن تساعد معارضة الائتلاف؟ الجواب هو مرات كثيرة. أميركا حاولت كثيرا أن تساعد معارضة الائتلاف، ولكن كل المحاولات الأميركية فشلت بسبب عدم تعاون معارضة الائتلاف.
الصورة الإعلامية التي ارتسمت عن معارضة الائتلاف هي أنها شديدة التطرف إلى حد أنه لا أمل يرتجى منها، ولكن هذه الصورة هي خاطئة. المشكلة الحقيقية هي ليست في معارضة الائتلاف وإنما في رعاتها الأتراك. الأتراك تعمدوا دفع معارضة الائتلاف نحو التطرف وتعمدوا تخريب علاقتها بالأميركان.
الأتراك لم يريدوا أن تكون هناك علاقات بين معارضة الائتلاف وبين الأميركان. هذا واضح من التوجيهات التي أعطوها لمعارضة الائتلاف ومن كل سياستهم تجاه هذه المعارضة.
إذا قامت علاقات مباشرة وصداقة بين الأميركان وبين معارضة الائتلاف فإن هذا سيجر معارضة الائتلاف نحو الاعتدال. أردوغان لم يرغب في ذلك. ما هو السبب؟ أنا شرحت السبب سابقا. باختصار: المعارضة المعتدلة لن تحارب الأكراد. المتطرفون فقط هم من سيحاربون الأكراد بحجة أنهم كفار وملاحدة.
نحن نرى كيف أن فصائل الجيش الحر المعتدلة تحالفت بالفعل مع الأكراد في إطار قسد، ونتيجة هذا التحالف كانت انتصارات باهرة بدعم أميركي وصل إلى حد تأمين غطاء جوي في الحسكة.
هذا السيناريو (سيناريو قسد) هو مرفوض تماما بالنسبة لأردوغان. تجنبا لهذا السيناريو هو عمل بشكل منهجي على دفع معارضة الائتلاف نحو التطرف، وهو عمل بشكل منهجي على تخريب علاقة معارضة الائتلاف بأميركا.
شرحت هذا الكلام كثيرا في الماضي، ولكن معارضة الائتلاف لم تفهم ما كان يقال لها مني ومن غيري. لهذا السبب هذه المعارضة أوشكت الآن على الفناء.
لا تفرحوا كثيرا بمنطقة أردوغان الآمنة. هو ربما ينوي أن يطرد السوريين الموجودين في تركيا إلى هذه المنطقة الآمنة بمجرد اكتمال إنشائها، وبعد ذلك سيطبع علاقاته مع ذيل الكلب وسيتحالف معه بشكل علني ضد قسد.
حال معارضة الائتلاف سيكون ربما شبيها بحال مجاهدي خلق الإيرانيين. هم سيعيشون ضمن مخيمات لاجئين إلى أجل غير مسمى.
أنتم تشتمون أميركا وتحملونها مسؤولية مصائبكم، ولكننا رأينا كيف أن أميركا لم تقصر مع قسد. أميركا قدمت مساعدة ضخمة لقسد بالرغم من الضغوط التركية. المشكلة هي ليست في أميركا. المشكلة هي أنكم سرتم وراء أردوغان إلى مسلخكم كالدواجن.