لن يكون هناك قصف أميركي لقوات ذيل الكلب

بعض وسائل الإعلام العربية حملت هذا المقال ما لا يحتمله.

المقال يتحدث عن الخيارات العسكرية التي تبحثها الإدارة الأميركية للتدخل في أزمة حلب. لا يوجد في المقال أي كلام يتعلق بقصف قوات ذيل الكلب. أقصى شيء وارد في المقال هو قصف مدارج مطارات ذيل الكلب بصواريخ كروز (قصف المدارج وليس الطائرات)، ولكن المقال نفسه يستبعد أن يوافق أوباما على هذا الخيار.

لم أقرأ كلاما لأي مراقب جدي يتوقع فيه ضربة عسكرية أميركية لذيل الكلب، والمقال أعلاه لا يتحدث فعلا عن نية أميركية لضرب ذيل الكلب.

حملة الضغط الإعلامي على أوباما ما زالت مستمرة إلى الآن. أنا ما زلت ألاحظ الكثير من المقالات التي تهاجم أوباما وتحمله مسؤولية ما يجري في حلب.

الحملة الإعلامية هي مرتبطة بموقف الأمم المتحدة. الأمم المتحدة أخذت موقفا حازما جدا بخصوص ما يجري في حلب. بان كي مون قال كلاما كبيرا وتحدث عن جرائم حرب. مسؤولون آخرون في الأمم المتحدة قالوا نفس الكلام. بما أن الأمم المتحدة تصف ما يجري بأنه جريمة ضد الإنسانية فهذا يشكل ضغطا كبيرا على أوباما للتحرك (لم يسبق للأمم المتحدة طوال الأزمة السورية أن أخذت موقفا كهذا. الموقف الحالي للأمم المتحدة هو غير مسبوق. أوباما يواجه الآن شيئا لم يواجهه من قبل).

الضغوط على أوباما هي ضخمة، وهذا هو السبب الذي دفعه للتحرك وتجميد الاتصالات مع الروس. بعدما أخذ هذه الخطوة بات من الصعب عليه أن يتراجع دون أن يفعل شيئا (أظن أن أوباما سيواجه معارضة كبيرة من داخل إدارته في حال حاول أن يتراجع، لأن التراجع الآن سيطيح بمصداقية أميركا وسيجعلها في الحضيض).

أوباما الآن سيتصل بالروس وسيحاول أن يقنعهم بعقد صفقة على غرار الصفقة الكيماوية تعفيه من فعل أي شيء في سورية. إذا استجاب الروس وأوقفوا ما يجري في حلب فإن أوباما سيتخذ من ذلك ذريعة للتراجع وعدم التدخل. إذا لم يستجب الروس فهو سيكون مضطرا لفعل شيء ما، ولكن ما هو الشيء الذي سيفعله؟ هل سيقوم فعلا بقصف مدارج مطارات ذيل الكلب؟ أنا آمل أن يحصل ذلك، ولكنني لا أظن أنه سيحصل. هذا الخيار هو أقصى وأقوى الخيارات المطروحة على أوباما. أنا أظن أن أوباما سيتجنب هذا الخيار وسيختار أضعف الخيارات المطروحة عليه.

أحد الخيارات المذكورة في المقال هو زيادة تسليح بعض مجموعات المتمردين وتحسين نوعية تسليحهم بما يمكنهم من حماية المدنيين في حلب. هذا ربما هو أكثر الخيارات واقعية.

هناك خيار آخر (غير مذكور في المقال) وهو تكرار سيناريو مدينة الحسكة في حلب. الأميركان يمكنهم أن يسقطوا مساعدات من الجو على مدينة حلب، وفي غضون ذلك هم يستطيعون أن يحظروا طيران ذيل الكلب فوق المدينة، والنتيجة ستكون حظر طيران غير معلن. هذا الخيار على ما أظن هو ليس صعبا جدا وليس مكلفا وليست فيه مخاطرة ضخمة.

 

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s