حسب ما يقال في الصحف فإن إدارة أوباما تدرس خيارات للرد عسكريا على روسيا في سورية.
أنا لست واثقا تماما من جدية أوباما. أوباما يعتقد أن القضية السورية لا تعني أميركا في شيء. تحركاته الحالية لا تنبع من حرص على مصالح أميركية، ولكن الهدف من هذه التحركات هو تبرئة ذمة أوباما أمام التاريخ.
حسب الأمم المتحدة فإن ما يحصل في مدينة حلب هو من أكبر الكوارث في التاريخ (هو أسوأ من مذابح البوسنة). التاريخ سيقول أن هذه الكارثة الكبيرة حصلت أمام ناظري أوباما وأنه لم يحرك ساكنا لوقفها. بالتالي هذه القضية من شأنها أن تشوه صورة أوباما في التاريخ.
أنا أظن أن تحركات أوباما الحالية هي مرتبطة بهذه المسألة حصرا. هو يريد فقط أن يبرئ ذمته أمام التاريخ. هو لا يعتقد أن أميركا لها مصالح في قضية حلب أو القضية السورية.
طالما أن دافعه هو مجرد تبرئة ذمته فأنا أشك في فعالية تحركه. هو ربما سيقوم ببعض التحركات غير الفعالة لكي يقول لاحقا أنه حاول وقف الكارثة ولكنه لم يتمكن من ذلك.
على كل حال، ما هي الخيارات المتاحة أمام أميركا للرد؟
أوباما استبعد إرسال قوات برية. بالتالي يبقى هناك خيار القصف من الجو والبحر، ولكن حسب ما قرأنا فإن الأميركان يخشون من أن يؤدي قصفهم لقواعد ذيل الكلب العسكرية إلى مقتل جنود أو خبراء روس.
خيارات الرد الأميركي هي محدودة، وكلها ذات محاذير، ولكن لعل أسلمها هو السماح بتزويد فصائل من المعارضة بمضادات للطائرات.
وصول مضادات الطائرات إلى المعارضة سيحيد أو يضعف سلاح الجو التابع لذيل الكلب. بعد ذلك سيضطر الروس لزيادة تدخلهم في سورية بهدف تعويض غياب طائرات ذيل الكلب. اليوم قرأنا أن الروس بدؤوا بالفعل بإرسال أعداد إضافية من طائراتهم إلى سورية. لعل سبب ذلك هو توقع الروس لوصول مضادات طائرات إلى المعارضة.
الروس هم مصرون على تدمير مدينة حلب، ويبدو أن هذا سيحصل ولا أحد سيتمكن من وقفه. ولكن هذا طبعا لن ينهي حرب بشار الأسد وإنما سينقل الحرب إلى طور جديد أسوأ من الطور الحالي. هذا هو ما قصده الأميركان عندما قالوا أن روسيا تعرض نفسها لخطر عمليات إرهابية انتقامية. التصعيد الإجرامي لروسيا في سورية سوف يقابله بلا شك تصعيد في الإرهاب والعمليات الانتحارية. العمليات الانتحارية المتوقعة سوف تحصد أرواح الكثيرين من مؤيدي ذيل الكلب في سورية، ولكن من الوارد أن قسما منها سيطال المدن الروسية.
التاريخ يسجل والتاريخ لا ينكر
لم تدخل أمريكا في أي حرب إلا وحصلت كارثة بالبلد الذي تدخلت به…
أمريكا قسّمت ألمانيا وكوريا وفيتنام..
لم تعد سياسة أمريكا خافية على أحد..
أمريكا تتصرف في سوريا كالطفل الصغير الذي أخطأ بانتقاء اللعبة وعندما عاد إلى المنزل اكتشف خطأه..
في البداية قامت أمريكا بتأسيس وتدريب مجموعات من المسلحين المعتدلين، وهذه كانت أحد مهازل العصر، فالمجموعة التي دربتها ما لبثت أن عادت إلى سوريا وانضمت إلى النصرة مرة أخرى..
ثم قررت أمريكا دعم الأكراد… كيف لا، فالأكراد عندهم ما تريده أمريكا.. أيضاً كان خيار سيء لأنه أهان الحليف تركيا..
فأمريكا اليوم غاضبة من كل خياراتها .. وبدل أن تجلس مع الروس وتنهي الحرب قررت المضي بتدمير سوريا..