هذا خبر عن مقال كتبه جميل بايق، الذي هو قيادي مهم في حزب العمال الكردستاني.
المقال مهم بالنسبة للوضع السوري لأنه على الأغلب يعبر عن وجهة نظر حزب پيد السوري.
ما يلي ملاحظات على المقال:
-جميل بايق يجمع في المقال كل خصومه في سلة واحدة ولا يميز بينهم. هو لا يميز بين تركيا ومعارضة الائتلاف وجماعة البارزاني. كل هؤلاء هم بالنسبة له شيء واحد. هو يقصدهم جميعا عندما يتحدث عمن فروا سابقا من داعش ويريدون الآن محاربتها.
-جميل بايق يعتبر المشاركة في الحرب على داعش مكسبا لجماعته، وهو ليس سعيدا بمشاركة خصومه في هذه الحرب. هو ممتعض من مشاركة تركيا في حملة تحرير الرقة، وهو مستاء من مساعي البارزاني لإقصاء جماعته عن تحرير الموصل.
هذا المقال يكشف كيف أن الأوجلانيين يعطون أهمية كبرى للحرب على داعش. في المقال يتضح أن جميل بايق يرغب بمشاركة جماعته في تحرير الرقة والموصل، رغم أن هذه ليست مدنا كردية. هو لا يهتم بكونها مدنا كردية أم لا. بالنسبة له هذه الحرب هي وسيلة ناجحة للتقارب مع أميركا.
موقف الأوجلانيين هو مفهوم. هم حاربوا تركيا لعقود ولم يحققوا شيئا على الأرض، وكانوا على لوائح الإرهاب في أميركا وأوروبا. الحرب على داعش قلبت أوضاعهم على نحو مفاجئ. هم صاروا فجأة منتصرين عسكريا وصاروا يسيطرون على مساحات شاسعة من الأراضي بحماية من أميركا، وبدلا من أن يكونوا إرهابيين صاروا أبطال مكافحة الإرهاب. أوضاعهم انقلبت على نحو يشبه مقولة أسماء الأسد “وين كنا ووين صرنا”. هذا الانقلاب الدراماتيكي حصل بسبب الحرب على داعش. لهذا السبب ليس مستغربا أن جميل بايق هو مهتم جدا بهذه الحرب، وهو مستعد لتحرير الرقة والموصل. أظن أنه سيكون في المستقبل مستعدا لتحرير مناطق أبعد من الرقة والموصل بهدف المحافظة على تنامي العلاقات مع أميركا. ما هي الخيارات البديلة لديه؟ هو فعليا لا يملك أية خيارات سوى الاستمرار في هذا المسار.
هناك وجه شبه بين هذه الحالة وبين حالة منظمة التحرير الفلسطينية. عندما فشل الفلسطينيون في تحرير بلادهم ذهبوا إلى دويلة الأردن وكادوا أن يسيطروا عليها، ثم ذهبوا بعد ذلك إلى لبنان وكادوا أن يسيطروا عليه. هم فعلوا ذلك ليس لأنهم أرادوا “وطنا بديلا” (كما أشاع أعداؤهم)، ولكنهم أرادوا فقط موطئ قدم يمكنهم استغلاله لتحرير فلسطين. هم أرادوا السيطرة على الأردن لكي يحولوه إلى منصة لتحرير فلسطين، وأرادوا نفس الأمر في لبنان، ولكن أميركا وإسرائيل عاجلتاهم في الحالتين ومنعتاهم من تحقيق مرادهم.
الأوجلانيون قد ينظرون إلى سورية بنفس الطريقة. هم قد يتمددون في سورية ويسيطرون على مساحات أوسع من المساحات التي سيطروا عليها حتى الآن. هدفهم من ذلك لن يكون “التكريد” أو محاولة توسيع حدود كردستان، وإنما فقط هم سيحاولون تأسيس منصة قوية تسمح لهم بتحرير المناطق الكردية في تركيا.
إذا سيطر الأوجلانيون على مدن وأراض كثيرة وسخروا مواردها لأجل مشروعهم فهذا أفضل من أن يقبعوا في كهوف قنديل حيث لايوجد شيء.