البرلمان العراقي أطاح بهوشيار زيباري.
حسب ما قرأت على تويتر فإن معظم النواب الأكراد من غير أعضاء حزب بارزاني صوتوا مع الإطاحة بزيباري.
زيباري صرح سابقا بأن نوري المالكي يقف وراء الإطاحة به، ولكن هذا التصريح فيه تبسيط للقضية. كان الأحرى بزيباري أن يتحدث عن النواب الأكراد قبل أن يتحدث عن المالكي. لماذا صوت كثير من النواب الأكراد مع الإطاحة بزيباري؟ هذا هو السؤال الأهم.
وضع مسعود بارزاني في كردستان العراق هو أسوأ بكثير مما يظهر في الإعلام. المشكلة هي أن بارزاني يستفيد من الحرب الأميركية على داعش للتغطية على ما يجري داخليا في كردستان العراق. بارزاني يلتقي باستمرار بمسؤولين أميركيين وينسق معهم تحرير الموصل وغير ذلك، وهو بهذه الطريقة يعطي نفسه أهمية إعلامية غير حقيقية ويغطي على حقيقة وضعه السياسي المهترئ.
قبل فترة أعلن حزب الطالباني أنهم سيمنعون ضخ النفط من كركوك إلى ميناء جيحان التركي. ذلك الإعلان كان أمرا كبيرا جدا. هو كان كارثة ضربت كردستان العراق والبارزاني، ولكن البارزاني غطى على كل تلك الأزمة عبر إطلاق تصريحات جديدة حول انفصال كردستان (كما هو أسلوبه المعتاد. هو دائما يثير قضية الانفصال عندما تشتد عليه الضغوط الداخلية)، وأيضا هو استفاد من الجلبة الأميركية لتحرير الموصل بهدف التغطية على الأزمة.
أظن أن الأميركان يستفيدون من وضع بارزاني لكي ينتزعوا منه تنازلات في قضية تحرير الموصل. لو كان البارزاني قويا لكان ربما تحفظ في المشاركة في تحرير الموصل، لأن هذه معركة كبيرة والأكراد لن يربحوا منها شيئا. الأميركان يستغلون ضعف بارزاني لإشراك الأكراد في معركة تحرير الموصل.
البارزاني يستفيد من حرب داعش للبقاء على الكرسي إلى أطول فترة ممكنة، ولكن إلى متى سيستمر ذلك؟ أزمته تشتد وتتفاقم يوما بعد يوم. إقالة هوشيار زيباري هي شاهد على ذلك. هذه الإقالة هي بمثابة صفعة لمسعود بارزاني، خاصة وأن الأكراد شاركوا فيها.
لا يوجد حل لأزمة كردستان العراق سوى تطبيق الدستور وخروج بارزاني من السلطة. أنا لا أفهم لماذا يرفض بارزاني فعل ذلك. هو يتسبب بتقسيم كردستان العراق ويضعف الوضع الكردي العام، وأخشى أنه يقود الأكراد نحو حرب أهلية.