الرئيس الفرنسي وصف حلب في خطبته أمام الجمعية للأمم المتحدة بـ”المدينة الشهيدة”.
هذا الوصف هو ليس جديدا. هو استخدم من قبل في الإعلام الفرنسي، واستخدمته أيضا البعثة الفرنسية في الأمم المتحدة.
الفرنسيون يبدون تعاطفا مميزا مع قضية حلب، وهذا أمر يجب أن نشكرهم عليه.
هناك معلومة ذكرتها سابقا ولكنني سأكررها. رغم أن حقبة الانتداب الفرنسي على سورية كانت قصيرة نسبيا ولم تزد عن عقدين من الزمن إلا أن هذه الحقبة أفادت مدينة حلب أكثر بمئة مرة من حقبة الدويلة الدمشقية.
كل المعالم العمرانية الحديثة التي تميز مدينة حلب تعود لحقبة الانتداب الفرنسي. مثلا الحديقة العامة في مدينة حلب تعود لتلك الحقبة (بعض المعالم المهمة التي تعود لتلك الحقبة تعرض للتدمير مؤخرا على يد فئران الائتلاف وذيل الكلب).
هناك معلومة أدهشتني عندما عرفتها وهي أن شبكة مياه الشرب في مدينة حلب تعود لحقبة الانتداب الفرنسي (وربما أيضا شبكة الصرف الصحي). بعد مجاعة العام 2007 التي ضربت محافظة حلب وغيرها قرر ذيل الكلب تبديل شبكات المياه في حلب بأخرى جديدة، ولكنني لا أعلم إن كان ذلك قد اكتمل.
الوضع الموجود في مدينة حلب هو موجود في كل مدن “سورية غير المفيدة”. معظم مدن سورية غير المفيدة هي تقريبا بنفس الحال التي كانت عليها في زمن الانتداب الفرنسي (مثلا المعلم الأهم في مدينة دير الزور هو “الجسر المعلق” الذي يعود للانتداب الفرنسي. ذيل الكلب دمر هذا الجسر مؤخرا).
ما هي المعالم الحضارية التي خلفتها الدويلة الدمشقية في مدينة حلب؟ الجواب هو لا شيء. حقبة الدويلة الدمشقية لم تترك أي أثر جيد في مدينة حلب. كل ما تركته تلك الحقبة هو الأحياء العشوائية والفقر والجهل والأمراض، وفي النهاية هم دمروا مدينة حلب القديمة المدرجة على قائمة اليونيسكو، وبذلك مسحوا تراث حلب.
التراث الذي خلفته الدويلة الدمشقية في مدينة حلب هو مثل تراث هولاكو.
من منجزات القومية الدمشقية في مدينة حلب إطلاق اسم “سعد الله الجابري” على ساحة عامة تقع في وسط المدينة. أنا رويت في السابق قصة هذا الرجل. إطلاق تسمية هذا الرجل على ساحة تقع في وسط مدينة حلب هو بحد ذاته إساءة كبرى لهذه المدينة (سعد الله الجابري باختصار كان رجلا قوميا دمشقيا انفصاليا طائفيا).