“الصحفيون” السوريون العاملون مع وسائل إعلام المحور الإيراني هم مخبرون وليسوا صحفيين… وعن علامات المخبرين

هذا موضوع أحجمت سابقا عن الحديث فيه، لأن فيه تعرضا لبعض الأشخاص، ولأن ما سأقوله هو معروف لمعظم السوريين وليست هناك حاجة لذكره.

ولكنني الآن قررت أن أكتب بهدف تنوير الإخوة العرب ممن يتابعون إعلام المحور الإيراني.

من يتابع إعلام المحور الإيراني سيرى أشخاصا يظهرون بوصفهم مراسلين صحفيين سوريين ذوي اطلاع واسع.

نريد أولا أن نوضح للإخوة العرب أن مهنة الصحافة بمعناها المتعارف عليه دوليا لم تكن موجودة في الكيان السوري قبل اندلاع حرب بشار الأسد. الصحفيون في دويلة عائلة الأسد كانوا موظفين في وزارة الإعلام التابعة لعائلة الأسد وكانوا أعضاء في النقابات والاتحادات التابعة لعائلة الأسد. وظيفة أولئك الصحفيين كانت تنحصر في نشر ما يصلهم من عائلة الأسد (عبر منافذ العائلة، وأهمها الفروع الأمنية أو فروع المخابرات).

أولئك الصحفيون لم يكونوا ينشرون أية أخبار حصلوا عليها بأنفسهم، لأنهم أصلا لم يكونوا يستطيعون الحصول على أية أخبار بأنفسهم (خاصة الأخبار السياسية والعسكرية). التحقيقات الصحفية والتسريبات غير الرسمية هي أمور لم تكن موجودة في دويلة عائلة الأسد. المصدر الوحيد للأخبار هو عائلة الأسد عبر منافذها الأمنية أو المخابراتية.

في السنوات التي سبقت اندلاع حرب بشار الأسد كانت هناك بعض المواقع الإلكترونية المستقلة التي كانت تقوم بما يشبه العمل الصحفي (أشهرها هو موقع سيريا نيوز). أصحاب هذه المواقع انشقوا عن ذيل الكلب بعد اندلاع الحرب وهم وضحوا حقيقة ما كان يحصل وكيف أن المخابرات كانت تتحكم بكل شيء ينشر في مواقعهم (صاحب موقع سيريا نيوز كتب مقالات وضح فيها هذا الأمر).

باختصار، في دويلة عائلة الأسد لا توجد صحافة.

كيف يمكن لأشخاص مثل خالد اسكيف وصهيب عنجريني أن يحصلوا على معلومات دقيقة ومفصلة حول ما يجري في حلب وسورية؟ هؤلاء يعرفون كل الخفايا العسكرية لقوات ذيل الكلب، ويعرفون حتى الخفايا السياسية. هل هناك سوري عاقل يصدق أن هؤلاء هم صحفيين؟

أنا لم أكن أود أن أقول ذلك تجنبا للتعريض بهم، ولكن الحقيقة يجب أن تقال حتى لا ينغش بهم الجمهور العربي. الجمهور العربي يجب أن يفهم أن هؤلاء ينتمون إلى الفئة التي تسمى شعبيا بالمخبرين. هم أناس يذهبون بشكل دوري إلى أفرع المخابرات في دمشق ويتزودون فيها بالمعلومات التي تظهر بعد ذلك على قناة الميادين وصحيفة الأخبار. أفرع المخابرات هي مقرات عملهم الصحفي. رؤساء أفرع المخابرات هم رؤساء التحرير الذين يشرفون على عملهم.

هؤلاء في الغالب بدؤوا حياتهم كمخبرين نظاميين. عندما كانوا في الجامعة أو الوظيفة كانوا يكتبون التقارير عن زملائهم ويأخذونها إلى أفرع المخابرات، وهناك كانوا يقبضون مبلغ 100 ليرة سورية مقابل كل تقرير، وكانوا أيضا يتلقون الثناء والتكريم على عملهم الوطني في “مكافحة الطائفية” ونحو ذلك من الكلام الذي يُدَرَّس في فروع المخابرات. بعدما توطدت علاقتهم برؤساء فروع المخابرات تم ترفيعهم إلى رتبة “صحفي” وصاروا الآن يظهرون على قناة الميادين وصحيفة الأخبار وغيرهما (ترفيعهم إلى رتبة صحفي لا يعني بالضرورة أنهم توقفوا عن كتابة التقارير. من يتعامل معهم يجب أن يدرك ذلك).

البعض سيغضبون من هذه الجملة ولكنني سأكتبها على كل حال من باب الأمانة العلمية: كثير من المخبرين هم من العلويين. هذا صحيح في كل مكان من سورية، بما في ذلك حلب. الجمهور السوري يعرف ذلك، ولهذا السبب عندما يصادف السوري علويا فإنه يتحفظ في التعامل معه خوفا من أن يكون مخبرا. هذا الكلام لا يعني الإساءة إلى عموم العلويين، ولكنه وصف لواقع الحال. عائلة الأسد شجعت العلويين على العمل كمخبرين. العلويون الذين أقبلوا على هذا العمل لم يكونوا بالضرورة منطلقين من دافع مادي ولكن كثيرا منهم كانوا مقتنعين بما يقال لهم في أفرع المخابرات عن الوطنية ومكافحة الطائفية وكيف أن ذيل الكلب هو إله متجسد بصورة إنسان.

من لديه خبرة بالمخبرين يستطيع أن يتعرف عليهم بسهولة. هناك علامات فارقة تدلك على المخبر. من هذه العلامات ما يلي:

-المخبر لا ينتقد ذيل الكلب مطلقا، بخلاف المؤيد (المؤيد كثيرا ما ينتقد ذيل الكلب. عندما كنت في جامعة حلب سمعت طلابا علويين يشتمون حافظ الأسد رغم أنهم لم يكونوا معارضين سياسيين. أيضا أنا سمعت سائقين وأشخاصا عاديين من العلويين يشتمون عائلة الأسد. هذه السلوكيات هي شائعة لدى العلويين. هم كثيرا ما ينتقدون عائلة الأسد ويشتمونها في السر. ولكن المخبر لا يمكن أبدا أن يشتم عائلة الأسد أو ينتقدها، سواء في السر أو العلن، لأن المخبر يتعلم في الفروع الأمنية أن عائلة الأسد هم آلهة وأنهم لا يخطئون أبدا وأنهم يعرفون كل شيء وقادرون على كل شيء. المخبر يصدق فعلا هذه الأمور وهو يعبد عائلة الأسد عن قناعة وليس مجرد تمثيل كما هو حال أغلب المؤيدين).

-المخبر يسرف في الحديث عن “الوطنية” و”مكافحة الطائفية” ويستخدم هذا الحديث في سياقات غير منطقية. هو مثلا يبرر القتل والتعذيب بحجة مكافحة الطائفية. الشخص العادي لا يربط بين الإجرام وبين “مكافحة الطائفية”، لأن هذا الربط هو مصطنع وغير منطقي. هذا الربط هو من الأمور التي يتم تدريسها في فروع المخابرات.

-من العلامات الواضحة والمعروفة أن المخبر كثيرا ما يتردد على الفروع الأمنية. بالنسبة للمخبرين في حلب فهم يذهبون بشكل دوري إلى دمشق، وهذه علامة تدل عليهم في حال لم يكن هناك سبب مقنع يبرر ذهابهم المتكرر إلى دمشق (الرحلة من حلب إلى دمشق هي طويلة وليس من الطبيعي أن شخصا يذهب كل أسبوعين إلى دمشق بغرض السياحة).

أنا لا أقول أن كل من تنطبق عليه هذه المواصفات هو بالضرورة مخبر، ولكن هذه علامات مميزة للمخبرين.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s