هناك مصلحة شخصية للرئيس الأميركي في كسر حصار مدينة حلب بالقوة قبل انتهاء ولايته.

كما تعلمون فإن القضية السورية تستخدم كثيرا للطعن في أوباما. هي ربما أكثر قضية يستخدمها كارهوه للطعن فيه.

معظم الاتهامات التي وجهت لأوباما بشأن سورية هي مجرد ترهات وكلام فارغ. من يروجون تلك الاتهامات يحاولون التغطية على فشلهم وإخفاقهم عبر اتهام أوباما.

سوف أضرب مثالا واحدا هو روبرت فورد مؤسس الائتلاف السوري.

هذا الرجل دأب على نقد أوباما وتحميله مسؤولية ما يجري في سورية. هو ذهب أبعد من ذلك وصرح ذات مرة لوكالة الأناضول التركية بأن أوباما يخطئ بدعم الأكراد ويجب أن يدعم معارضة الائتلاف بدلا من الأكراد.

روبرت فورد أسس الائتلاف السوري بوصفه ممثلا للمعارضة السورية المعتدلة، ولكن كل العالم يعلم الآن أن الائتلاف السوري لا يمثل بالفعل المعارضة السورية المعتدلة.

هناك مشكلة أخرى في هذا الائتلاف وهي أنه لا يعبر عن كل أطياف المجتمع السوري. هو يعبر عن طيف محدود من المجتمع السوري لا تتجاوز نسبته 30% على أحسن تقدير.

الخلاصة هي أن الائتلاف السوري كان إخفاقا وفشلا، وروبرت فورد يتحمل مسؤولية هذا الفشل، لأنه هو الذي أسس الائتلاف.

روبرت فورد لم يعترف أبدا بإخفاقه. هو ما زال حتى اليوم يصر على أن الائتلاف هو معارضة معتدلة، وهو غاضب من إدارة أوباما لأنها أوقفت دعم الائتلاف وفضلت دعم الأكراد.

بدلا من أن يعترف بفشله هو يهاجم أوباما. هو يحاول بذلك أن يغطي على فشله.

هذه هي حال معظم من يهاجمون أوباما.

رغم أن الاتهامات التي توجه إلى أوباما هي في معظمها مجحفة إلا أن تلك الاتهامات أثرت في الرأي العام، لأن الرأي العام يرى المأساة الجارية في سورية (خاصة في حلب) ويتأثر بما يراه. من الطبيعي أن الرأي العام سيحمل أوباما المسؤولية، لأن أوباما هو في موقع القيادة.

أوباما الآن يملك فرصة عظيمة لتبييض صفحته فيما يتعلق بسورية بشكل عام وحلب بشكل خاص. إذا دعم أوباما هجوما على قوات الأسد بهدف كسر حصار حلب فإن هذا سيحسن صورته كثيرا فيما يتعلق بسورية وحلب.

لهذا السبب أنا أرى أن هناك مصلحة شخصية لأوباما في حصول مواجهة عسكرية بسيطة تنتهي بكسر حصار حلب.

التاريخ سيقول أن أوباما ضرب قوات بشار الأسد وأنقذ مدينة حلب من كارثة إنسانية. هذا أفضل رد على الاتهامات التي توجه لأوباما بالتخاذل وعدم فعل شيء.