آل سعود كانوا تاريخيا يتعاملون مع اليمن وفق منطق عنصري جاهل (كما يتعاملون مع كل البلاد الأخرى).
هم كانوا دائما ينظرون إلى اليمن بوصفه تهديدا. هم كانوا يخافون من اليمن لأنهم كانوا يرون فيه اختلافات كثيرة عن بلادهم.
لأن اليمن يختلف عنهم هم خافوا منه واعتبروه تهديدا، ولمواجهة هذا التهديد الذي تخيلوه هم عزلوا اليمن وتعاملوا معه بمنطق عدواني عنصري.
هذه هي نفس الطريقة التي تعاملوا بها مع إيران وغيرها. هم يتعاملون مع كل الدول المحيطة بهم بهذا الأسلوب الجاهل.
اختلاف الآخرين عنك هو ليس سببا للخوف منهم. هذا السلوك هو العنصرية والكسينوفوبيا.
بعد كل ما فعله آل سعود في اليمن هم صاروا مضطرين لدفع مبالغ طائلة لإعادة إعمار اليمن. لا أظن أن اليمنيين سيقبلون بوقف الحرب دون الحصول على تعويضات مالية واقتصادية ضخمة من آل سعود.
هناك أيضا أحقاد ضخمة تولدت في نفوس اليمنيين بسبب الحرب.
الوقت الحالي هو الوقت المناسب لآل سعود لكي يغيروا كل مقاربتهم تجاه اليمن. يجب عليهم أن يخرجوا من تفكيرهم العنصري ويجب أن يوقفوا استراتيجية عزل اليمن. يجب عليهم أن يضموا اليمن إلى “مجلس التعاون الخليجي”، والأفضل من ذلك هو تأسيس اتحاد جديد يهدف للوحدة الكاملة وليس مجرد التعاون.
تأسيس اتحاد بين اليمن ومملكة آل سعود هو أفضل طريقة للمصالحة بين اليمنيين وآل سعود. بما أنكم ستدفعون مبالغ طائلة لإعادة إعمار اليمن فالأفضل هو أن تنفقوا هذه الأموال على بلد متحد معكم.
على الأقل أسسوا اتحادا اقتصاديا إذا كنتم تخافون من الاتحاد السياسي.
رؤية محمد بن سلمان سوف توقف سياسة دعم أسعار السلع وتوزيع الأموال على المواطنين. تحقيق هذه الرؤية يعني أن ميزانية المملكة ستكون قادرة على تحمل أعباء إلغاء الحدود بين اليمن والمملكة. ميزانية المملكة لن تتضرر من دخول أعداد كبيرة من اليمنيين طالما أنهم لن يحصلوا على سلع مدعومة ولن يحصلوا على أموال من الحكومة.
محمد بن سلمان يجب أن يدرس هذه القضية ويضع لها رؤية مثلما درس قضية الإصلاح الاقتصادي ووضع لها رؤية. هو يجب أن يضع رؤية لتوحيد المملكة مع اليمن بعد فترة زمنية معينة (مثلا خمس سنوات). هذا هو أفضل أسلوب للمصالحة بين آل سعود والشعب اليمني.
لا يوجد في اليمن أي شيء مخيف. اليمن هو مثل عسير وجيزان ونجران. خوف آل سعود من اليمن ليس له سبب سوى العنصرية الجاهلة.