أردوغان (مشكورا) أرسل رئيسة بلدية مدينة عنتاب إلى جرابلس.
أنا ما زلت ضد التدخل التركي بسبب عداوة هذا التدخل للإخوة الأكراد. ولكن من باب الموضوعية لا بد أن أقول أن هذه خطوة إيجابية. أنا في الماضي كنت أدعو لاحتلال تركي مباشر لسورية وكنت أرفض احتلالا بالواسطة عبر معارضة الائتلاف. السبب هو أن الاحتلال التركي المباشر سيجبر الأتراك على إدارة سورية بطريقة شبيهة بما يحصل في بلدهم، وأما الاحتلال بالواسطة عبر الائتلاف فستكون نتيجته تكرار سيناريو داعش وجبهة النصرة وأحرار الشام.
إيكال هذه المرأة بشأن جرابلس هو أفضل بكثير من إيكال الائتلاف. لو تركت جرابلس بيد الائتلاف لكنا رأينا الآن محاكم شرعية في المدينة، ولكنا رأينا القاضي الشرعي أبو القعقاع والقاضي الشرعي أبو الحارث يديرون المدينة. أردوغان يحسن صنعا عندما يبعد حثالات الائتلاف ويدفع بمسؤولين من حكومته لإدارة المناطق المحررة.
هذه خطوة إيجابية، خاصة وأنها تتزامن مع ما يبدو وكأنه تغير في الموقف التركي من قسد.
لا أظن أن أردوغان سيتصالح مع الأكراد السوريين. هذه القضية هي مرتبطة بالقضية الكردية في تركيا وهي لن تحل قريبا. ولكن من المفيد أن يكف أردوغان عن خلق المشاكل في سورية وأن يعمل بدلا من ذلك على تحسين الأوضاع.
إذا صنع أردوغان من مدينتي جرابلس والباب نماذج جيدة فهذا قد يغير موقف سكان مدينة حلب من التدخل التركي.
إذا كان أردوغان يريد بالفعل أن يحرر مدينة حلب فلا توجد مصلحة له في وضع معارضة الائتلاف في واجهة التدخل التركي، لأن سكان مدينة حلب يمقتون معارضة الائتلاف وهم مستعدون لحمل السلاح لمحاربتها (بعضهم فعل ذلك بالفعل).
الراصد العربي 