دعوت في الماضي لجعل مدينة تدمر عاصمة سورية المستقبلية.
أنا ما زلت متمسكا بتلك الدعوة وآمل أن يأخذها عقلاء السوريين بجدية.
الصحراء السورية هي مكان مناسب للعاصمة السورية، لأن هذه الصحراء هي صلة الوصل بين ثلاث مناطق تكون الكيان السوري جغرافيا وثقافيا:
1. المنطقة الغربية الممتدة من حلب إلى درعا، التي هي جزء من سوريا التاريخية أو ما يسمى ببلاد الشام.
2. المنطقة الشرقية (الجزيرة ودير الزور)، التي هي جزء من بلاد ما بين النهرين.
3. الجزيرة العربية.
أنا آمل أن جعل العاصمة في وسط الصحراء السورية سيضعف سطوة القومية الدمشقية على سورية والسوريين. هذه هي أهم فائدة من نقل العاصمة.
العاصمة الجديدة يمكن أن تكون في المستقبل عاصمة لاتحاد عربي يتخطى حدود الدويلة الدمشقية. موقعها الوسطي يؤهلها لأن تكون كذلك.
العاصمة الجديدة (والدولة المستقبلية بشكل عام) يجب أن تبنى على فلسفة تنموية جديدة تختلف جذريا عن فلسفة الكيان الدمشقي البائد.
الكيان الدمشقي البائد كان ينهب السوريين ويفقرهم ويدمرهم ويذلهم بهدف صناعة أمجاد وهمية لمدينة دمشق. العاصمة المستقبلية يجب ألا تكون مركزا لفكر استعماري جديد. الحكومة المستقبلية يجب أن تكون مجرد هيئة إدارية هدفها تنمية البلد وتحقيق مصالح الشعب.
العاصمة الجديدة لا يجب أن تحوي الكثير من السكان. هي يجب أن تكون مدينة صغيرة. عدد موظفي الحكومة يجب أن يكون قليلا (كتبت الكثير في الماضي بهدف التحذير من زيادة عدد موظفي الحكومة. قضية التوظيف الحكومي هي أخطر تهديد سيواجه الحكومة المستقبلية. إذا أردتم مستقبلا مشرقا فاحذروا من التوظيف الحكومي الكبير. لن تقوم قائمة للحكومة المستقبلية إلا إذا كانت حكومة صغيرة كفوءة).
بما أن الحكومة المستقبلية (النموذجية) ستكون صغيرة وليس فيها الكثير من الموظفين، وبما أن تلك الحكومة لن تكون مستندة على فكر استعماري بغيض كالفكر القومي الدمشقي (الذي كان يسعى لتكبير مدينة دمشق على حساب السوريين)، فإن العاصمة الجديدة يجب أن تكون مدينة صغيرة قليلة السكان. بالتالي هي لن تحتاج للكثير من الماء. من الممكن تزويد المدينة بالماء عبر الضخ من نهر الفرات.
بما أن إسريا هي أقرب إلى نهر الفرات من تدمر فمن الممكن أنها موقع أنسب للعاصمة الجديدة، لأن ضخ ماء الفرات إلى إسريا هو أقل كلفة من ضخه إلى تدمر. الخط الذي سيستخدم في نقل ماء الفرات إلى إسريا يمكن أن يستخدم أيضا لتغذية ريف حماة الشرقي (منطقة سلمية)، وبذلك سنضرب عصفورين بحجر واحد.
ريف حماة الشرقي يعاني من أزمة نقص ماء مزمنة وقديمة. الدويلة الدمشقية البائدة تجنبت ضخ ماء الفرات إلى تلك المنطقة وفضلت بدلا من ذلك أن تمول مشروعا استعماريا يهدف لسرقة مياه الفرات ونقلها إلى دمشق. المرحلة الأولى من ذلك المشروع الاستعماري كانت ضخ ماء الفرات إلى تدمر، وأظن أنهم أنجزوا تلك المرحلة بالفعل. المرحلة الثانية هي ضخ الماء من تدمر إلى حسياء في حمص، والمرحلة الأخيرة هي ضخ الماء من حسياء إلى دمشق. هذا مشروع ضخم ومكلف جدا، وهو طبعا مشروع غير مبرر من الناحية الاقتصادية. هو عبارة عن مشروع استعماري صريح وسرقة للموارد الطبيعية.
الحكومة المستقبلية يجب أن تلغي كل المشاريع والقوانين والممارسات الاستعمارية التي تعود للكيان البائد. تلك الحكومة يجب أن تسعى لتنمية الشعب وليس استعماره وسرقته.
ضخ ماء الفرات إلى إسريا وريف حماة الشرقي هو ليس أمرا سيئا، لأن مسافة الضخ هي ليست كبيرة جدا، ولأن كمية الماء التي ستضخ لن تكون كبيرة جدا، ولأن المناطق المذكورة هي مناطق فقيرة محرومة تستحق التنمية (هناك فرق بين أن تنفق بعض الأموال لأجل تنمية منطقة فقيرة، وبين أن تنفق أموالا خرافية لأجل صناعة أمجاد وهمية في مدينة دمشق التي كانت تحتكر معظم النشاط الاقتصادي في الكيان البائد).
إذا جعلنا العاصمة في وسط الصحراء فهذا يعني أنا سنحتاج لشق طرق جديدة توصل إلى العاصمة من عدة اتجاهات. إذا شققنا هذه الطرق فهذا سيسهل تأسيس مناطق سكنية جديدة بجوار هذه الطرق، أي أننا سنشجع السكن داخل الصحراء بعيدا عما يسمى بسورية المفيدة. هناك مصلحة تنموية في دفع السكان بعيدا عن سورية المفيدة، لأن تلك المنطقة تحوي عددا فائضا من السكان، وهذا يضغط على الموارد ويخلق مشكلات مكلفة.
كل الكلام أعلاه يواجه مشكلة حقيقية وهي: من أين ستأتي الأموال لتمويل هكذا مشاريع؟
الحكومة المستقبلية لن تملك موارد كافية لتمويل هكذا مشاريع. ولكن الحكومة يمكن أن تبدأ بخطوات تدريجية. ليس من الضروري بناء العاصمة الجديدة بشكل سريع. من الممكن جعل مدينة حمص عاصمة مؤقتة إلى حين اكتمال بناء العاصمة الجديدة.
انت عندك مرض مستفحل اسمه القومية المشقية، وهذا مرض عضال لا اعتقد انك ستشفى من ابدا، خصوصا ان دمشق ستنتصر على كل اتكفيريين والوهابيين والبلطجية والعملاء، امثالك، وعلى محور الشر الذي تقوده امريكيا والغرب، بالتحالف مع الصهيونية العالمية وامتطاء الخونة والجهلة المتمثلين في الرجعيات “العربية”، خصوصا ما يسمى “دولة الأمارات العربية المتحدة” (وهي بالمناسبة تمثل دول الطوائف في الأندلس)، والأردن ذات الدور التآمري الأخطر على العرب والعروبة_فملكها الحالي هو يهودي صهيوني، والسعودية. وهذا ما يجعل مرضك مرضا عضالا. وانا لا اتمنى لك الموت ابدا، بل اريدك ات تشهد انتصار سوريا والعروبة على كل ذلك لعلك نفقع وتطق قهرا وغيظا. ولن تكون عاصمة سوريا الا دمشق رغما عنك وعن مشغليك واتباعك.
اعرف انك قد تغلق الباب على ولا تنشر ردودي عليك وعلى ادعاآتك الباطلة. وقبل ان تفعل ذلك اقول لك تبا لك ولكل من اتبعك من الغاويين، فانت كمثل فرعون الذي قال لقومه…”لا اريكم الا ما ارى”……….”واستخف قومه فأطاعوة….انهم كانوا قوما فاسقين”….فهذا ديدنك انت ومن معك…انكم قوما فاسقين!؟