أردوغان تدخل في سورية بذريعتين، محاربة داعش ومحاربة الأكراد.
بالنسبة لمحاربة داعش فالأميركان دعموا هذا الهدف بشكل كامل. هم قدموا تغطية كاملة لأردوغان فيما يتعلق بمحاربة داعش. وأما الذريعة الثانية فهي رفضت من كل دول العالم (أميركا وروسيا كلتاهما رفضتا هذه الذريعة). أردوغان حاول أن يختلق ذريعة ثانوية عبر حديثه عن عدم انسحاب الأكراد إلى شرق الفرات، ولكن الأميركان حرصوا منذ اليوم الأول على إفراغ هذه الذريعة من مضمونها (عبر الموقف القوي الذي أطلقه جو بايدن، وما تلاه من تحركات وتصريحات). الموقف الأميركي الرسمي حاليا هو أن الأكراد انسحبوا بالفعل إلى شرق الفرات.
أردوغان عمليا لا يملك أية ذريعة مقبولة للتواجد في سورية سوى محاربة داعش. عندما تنتهي حربه ضد داعش فهو سيفقد المبرر الوحيد المقبول لوجوده في سورية. إذا حاول أن يفتعل معارك مع الأكراد فإن هذا لن يساعده. نحن رأينا كيف أن أميركا وروسيا وفرنسا وألمانيا كلهم رفضوا معارك أردوغان مع الأكراد أو بقاءه في سورية دون مبرر.
الدول الكبرى تنتظر أن تنتهي حرب أردوغان مع داعش. بعد ذلك سوف يبدأ تنفيذ الصفقات الدولية التي ستؤدي لإخراج أردوغان من سورية.
تلك الصفقات لن تمنح شيئا لمعارضة الائتلاف سوى العودة إلى حضن ذيل الكلب والخامنئي.
الأكراد لن يخرجوا من الأزمة خاسرين. لا بد أن الأميركان والروس سيمنحونهم بعض المكاسب بهدف ترضيتهم. ليس من الضروري أن الأكراد سيحصلون على كل ما أرادوه، ولكنهم لن يعودوا إلى ما كانوا عليه قبل الأزمة.
الخاسر الأكبر سيكون معارضة الائتلاف وليس الأكراد.
معارضو الائتلاف سيزعمون أنهم وقعوا ضحية لمؤامرة أميركية. هم سيعزفون سيمفونية شبيهة بسيمفونية سايكس-بيكو ووعد بلفور.
اتفاقية سايكس-بيكو لم تقسم العالم العربي، ووعد بلفور لم يؤسس إسرائيل. من قسم العالم العربي وأسس إسرائيل هو شكري القوتلي وداعموه من القوميين الدمشقيين في أربعينات القرن العشرين. القوميون الدمشقيون طمسوا هذه الحقائق التاريخية وزوروا تاريخا وهميا برؤوا فيه أنفسهم وحملوا كل مصائبهم لبريطانيا. هم سيفعلون نفس الأمر في زماننا. هم سيبرؤون أنفسهم من كل ما حصل وسيخترعون تاريخا وهميا يحملون فيه أميركا مسؤولية كل مصائبهم.
هم أرادوا من أميركا أن تتدخل لدعمهم في دمشق حصرا. أميركا لم تتدخل في دمشق، ولكنها تدخلت في الحسكة والرقة وحلب. بدلا من أن يتعاونوا مع التدخل الأميركي (الذي يصب في مصلحتهم) هم ناصبوه العداء وعملوا على إفشاله. ثم بعد ذلك سيلومون أميركا وسيقولون أن أميركا خدعتنا وغدرت بنا.
القوميون الدمشقيون هم حمير في هيئة بشر. أنا لا أستغرب سلوكهم لأنني أعرف تاريخهم وأعرف ما الذي فعله أجدادهم. ولكنني لا أفهم كيف أن ملايين البشر ما زالوا يسيرون وراءهم، وخاصة في حلب.
ما قصة القوميين الدمشقيين في حلب؟ ما الذي فعلتموه في حلب؟ لماذا دمرتم المدينة وهجرتم سكانها؟ أين عقولكم؟
صدقني اخي هاني رغم اعجابي و متابعتيلكل ما تكتب لكنني هذه المرة اشعر انك اما تتعمدالتضليل او انت متفائل لحد كبيررر تذكر فقط اخي هاني ان ما يحدث من دمار في سوريا الان هو نتيجة عملية خبيثة حمقاء قام بها الاسد الاب في مدينة حماة سكت كل الشعب السوري و توطاء كلالعرب الاسد اخطا عندما ظن ان الشعوب تنسى من ذلها واستعبدها مها مرت السنون الاحقاد تتوارث جيلا بعد جيل نحن في الجزائر مثلا حملة واسعة هذهالايام و مطالبة شعبية لجعل اللغةالانجليزية اللغة الثانية بدل الفرنسية هل تعتقد انه يمكن للجزائري ان ينسى مذابح فرنسا مها حاولت فرنسا طمسه الحقد يتوارث لكن لسؤ حظ السوريين ان الحقد كان داخليا بين فئتين فئة تساند النظام المجرم و فئة عازمة على اقتلاعه مهما كان الثمن مؤلم صدقني يا هاني ان المعارضة لن تخسرو لو بعد عشرات السنين السبب ببساطة ان لديها السلاح و لديها من يدعمها في الداخل و الخارج حلول امريكا فاشلة عبر التاريخ امريكا فشلت في فيتنام امريكا دخلت افغانستان و في النهاية ما زال نفوذ طالبان هو المسيطر امريكا حلت الجيش العراقي و النتيجة حرب طائفية لا هوادة فيها امريكا ارادة التدخل في الصومال فتجرع جنودها الذلة و الصغار صدقني يا هاني لا يصح الا الصحيح و ستهرب امريكا و تترك خرابا و لن يحسمها في الاخير الا اصحاب الشرعية الشعبية