الموقف الأميركي من التدخل التركي في سورية يتطور بسرعة.
في البداية كان الأميركان يداهنون الأتراك، ربما لأنهم لم يكونوا واثقين من نوايا أردوغان. هم لم يكونوا متأكدين من جدية أردوغان في مهاجمة منبج المحررة.
ولكن الآن يتبين أن أردوغان هو جاد في مهاجمة منبج (على ما يبدو). لهذا بدأ الموقف الأميركي يتغير بسرعة. بالأمس أميركا طالبت تركيا بوقف الاشتباك مع قسد، واليوم أعلنت أميركا عن هدنة.
مدينة منبج ظلت تحت حكم داعش لزمن طويل، ثم جاء التحالف الدولي وحررها بعد شهرين من القصف والقتال الضاري. بعد كل هذا الشقاء فرح أهالي منبج بالتحرير وانتهاء الحرب. العالم رأى صورهم المعبرة وهم يحرقون النقاب ويحلقون اللحى.
أردوغان يريد الآن أن يهاجم مدينة منبج ويعيدها إلى ما كانت فيه. هو يريد أن يعيد الحرب مجددا إلى المدينة، ويريد أن يضع المدينة تحت سلطة فصائل الائتلاف الإسلامية.
لو سمح العالم لأردوغان بتحقيق ما يريده فهذا يعني أننا وصلنا إلى نهاية الزمان. هذا سيكون شيئا عجيبا جدا وغير قابل للتصديق.
الإسلاميون المتطرفون لن يحكموا منبج مجددا. أميركا لن تسمح بذلك. لو سمحت أميركا به فهذه ستكون من أكبر الفضائح في تاريخ أميركا والعالم (هل يعقل أن أميركا أمضت شهرين وهي تحرر منبج من المتطرفين لكي تسمح بعد ذلك لمتطرفين آخرين باقتحام المدينة والسيطرة عليها؟)
من الممكن أن أميركا ستكرر في منبج نفس ما فعلته في الحسكة. هي ستمنع تركيا من مهاجمة المدينة لأن هناك قوات أميركية فيها.