من المتوقع أن أردوغان سوف يبادر قريبا إلى الارتماء الكامل في حضن ذيل الكلب وإيران.
ولكن الروس والإيرانيين لا يبدون واثقين من أردوغان. هم على الأقل ليسوا مرتاحين لما يقوم به في سورية.
إذا تملص أردوغان من تفاهماته مع إيران وروسيا فما الذي سيحصل؟ هو سيواجه صعوبة في التمدد وسيضطر للاكتفاء بـ”المنطقة الآمنة” الممتدة بين جرابلس وإعزاز.
المشكلة فيما يقوم به أردوغان هي أنه لا يكتفي بالاستيلاء على أراض سورية ولكنه يسعى لإضعاف قسد، التي هي البديل الوحيد لذيل الكلب.
الجهة الوحيدة التي يمكنها نظريا أن تحرر مدينة حلب من ذيل الكلب وإيران هي قسد. طرد قسد من محافظة حلب يعني أن مدينة حلب لن تتحرر من ذيل الكلب وإيران في المدى المنظور.
أردوغان كان منذ بداية الأزمة السورية يمنع إيجاد بديل لذيل الكلب. هو كان يفعل ذلك عبر تحكمه بعصابات الائتلاف. قسد تغلبت على أردوغان ونجحت في تأسيس حكومة معتدلة بديلة لذيل الكلب. عندما نقول أن قسد هي بديل لذيل الكلب فنحن لم نعد ننظر ولكننا نصف الواقع الذي شاهدناه مؤخرا في مدينة الحسكة. ما حصل في مدينة الحسكة أثبت بشكل جلي أن قسد هي بالفعل بديل لذيل الكلب يمكن أن يحل مكانه دون أية مشاكل تذكر على الصعيد الداخلي أم الخارجي.
أردوغان تدخل في سورية بهدف ضرب بديل ذيل الكلب. هو يقول أنه يريد تمكين ذيل الكلب. ولكن لو فرضنا أنه لم ينفذ ذلك فإن النتيجة ستكون عودة الأمور إلى نقطة الصفر، أي أننا سنعود مجددا إلى الفوضى وغياب أي حل في الأفق.
أردوغان هو السبب الرئيسي لاستمرار الأزمة السورية حتى الآن. كان من الممكن لهذه الأزمة أن تنتهي قبل أعوام لو أن أردوغان سمح بتأسيس بديل معتدل لذيل الكلب. الأميركان التفوا على أردوغان وأسسوا بديلا معتدلا من وراء ظهره ودون موافقته. أردوغان الآن يسعى لضرب هذا البديل المعتدل وإعادة الأمور مجددا إلى نقطة الصفر.
العودة إلى حضن ذيل الكلب لن تنهي الأزمة السورية. لو أرغم أردوغان معارضة الائتلاف على العودة إلى حضن ذيل الكلب فإن ما سيحصل في الواقع هو أن كثيرا من المتمردين سيلتحقون بالجماعات المتطرفة (أو سيؤسسون جماعات متطرفة جديدة)، وهؤلاء سيغرقون المدن السورية بالتفجيرات والمفخخات. دفع معارضة الائتلاف نحو حضن ذيل الكلب سيؤدي فقط لزيادة الاستقطاب الطائفي والتطرف.
ما يقوم به أردوغان لا يمكن أن يؤدي لأي حل. إن أعاد معارضة الائتلاف إلى حضن ذيل الكلب فهذا لن يكون حلا، وإن لم يفعل ذلك فهو سيكون قد أعاد الأزمة السورية مجددا إلى المربع الأول.
قسد ما زالت قادرة على المناورة والالتفاف على أردوغان. المطلوب منها هو أن تركز بشكل أكبر على شرق سورية، وخاصة محافظة دير الزور.
مشكلة قسد هي أن الأكراد يقودونها، وهؤلاء لا يهتمون سوى بالمحافظات الشمالية القريبة من أردوغان.
الأميركان يستطيعون أن يخدموا السوريين كثيرا لو أنهم تعاونوا مع العناصر العربية في قسد بهدف تحرير دير الزور. آل سعود أيضا يجب أن يهتموا بذلك (ولكن للأسف آل سعود الآن هم مشغولون بنجران وليس لديهم وقت للتفكير في دير الزور).