منع الحجاب مفيد ولكن منع “البوركيني” ليس كذلك

سعي البعض في فرنسا لحظر “البوركيني” ذكرني بسعي مؤيدي ذيل الكلب في سورية لحظر تدريس الدين في المدارس.

في كلتا الحالتين يبدو أن مسعى الحظر ينطلق من الإسلاموفوبيا والهياج العنصري دون الالتفات للتبعات السلبية.

في فرنسا يريدون حظر “البوركيني” بهدف النيل من المسلمين، ولكنهم لا يفكرون في تبعات ذلك.

أنا لست خبيرا بالمجتمع الفرنسي، ولكنني أعلم أن النساء المسلمات المحافظات بشكل عام لا يسبحن في أماكن عامة (سواء بالبوركيني أم بالبيكيني). عندما تذهب امرأة مسلمة للسباحة في مكان عام وهي ترتدي “البوركيني” فهذا يعتبر سلوكا متحررا في منظور المجتمعات الإسلامية المحافظة.

لا أظن أن حظر البوركيني سيدفع لابساته لاستبداله بالبيكيني. ما سيحصل هو أن هؤلاء النسوة (اللواتي هن متحررات بالمقاييس الإسلامية) سيمتنعن عن السباحة في الأماكن العامة، أي أن هذا الحظر سيدفع هذه الفئة من الناس للوراء. هذا الحظر سيزيد انغلاق المسلمين وانعزالهم عن محيطهم. من الغريب أن دعاة حظر البوركيني لا يفكرون في هذا الأمر.

حظر الحجاب هو مسألة مختلفة. المرأة المحجبة ستستمر في الخروج من بيتها حتى ولو كان الحجاب محظورا. بالتالي أنا لا أرى أن حظر الحجاب له انعكاسات سلبية. على العكس من ذلك، حظر الحجاب من شأنه أن يزيد “اندماج” المسلمين وأن يقلل العنصرية ضدهم.

من الناحية الأخلاقية كلا الحظرين هما سيئان، لأنك تتدخل في حريات النساء الشخصية.

خرق الحرية الشخصية للمرأة هو مقبول أخلاقيا في حالة واحدة: إذا كانت فتاة صغيرة لم تبلغ سن الرشد.

الفتاة الصغيرة التي لم تبلغ سن الرشد هي قاصرة ويحق للقانون أن يفرض عليها أمورا لمصلحتها. لهذا أنا لا أرى أن هناك مشكلة أخلاقية في حظر الحجاب على الفتيات الصغيرات. مثل هذا الحظر هو شيء جيد ويجب أن يحصل خاصة في المدارس. الدولة التي تريد تطوير شعبها المسلم يجب أن تحظر ارتداء الحجاب في المدارس.

حافظ الأسد حظر ارتداء الحجاب في المدارس. هذا الحظر كان من الأمور الإصلاحية القليلة التي فعلها حافظ الأسد. المفارقة هي أن ذيل الكلب ألغى هذا الحظر عند توليه السلطة، وبذلك هو ألغى أحد الإصلاحات القليلة التي قامت بها عائلة الأسد خلال حكمها للدويلة الدمشقية.

3 آراء حول “منع الحجاب مفيد ولكن منع “البوركيني” ليس كذلك

  1. كيف ستستمر المرأة المحجبة في الخروج من المنزل عند حظر الحجاب ؟!
    و لماذا تعد حظر الحجاب في المدارس في سورية أمرا إصلاحيا ؟!
    لم أفهم هذه النقاط

    • لأن الخروج من البيت هو أمر حتمي. هل يعقل أن النساء سيظللن محبوسات في المنازل بسبب حظر الحجاب؟ هذا لم يحصل في الدول التي حظرت الحجاب فعلا (مثلا تونس).

      حظر الحجاب في المدارس هو قضية تحدثت عنها في الماضي. هذا شيء إصلاحي لأنه يترك الحرية للفتاة حتى تقرر بنفسها ارتداء الحجاب أو عدم ارتدائه عندما تبلغ سن الرشد. عندما كنت في حلب لاحظت أن كثيرا من الفتيات هن مكرهات على ارتداء الحجاب من أهاليهن، وحتى الأهل في بعض الأحيان هم مكرهون على تحجيب بناتهم بسبب ضغط المجتمع. كل هذا الضغط والإكراه هو تخلف وانتهاك لحقوق الناس. المفترض أن يكون الحجاب مسألة اختيارية وليس إلزامية من الأهل أو المجتمع.

      • هل تتحدث عن الحجاب ( تغطية الرأس ) أم النقاب ( تغطية الوجه أيضا ) ؟
        في النقطة الأولى انت محق في النهاية ستخرج النساء من البيوت على كل حال .
        اللباس عموما يجب أن يكون اختياري كما تقول فكيف يكون حظر الحجاب من الأمور الإصلاحية إذا ؟ أليس هذا ضد الحرية الشخصية ؟

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s