هذا بيان أصدرته جماعة الإخوان المسلمين المتطرفة بخصوص الغزو التركي الأخير.
لاحظوا أن البيان يخلو من ذكر الإسلام والنصيرية أو أي شيء من الأدبيات الخاصة بالإخوان. البيان بأكمله هو مبني على القومية الدمشقية.
فلسفة البيان بأكملها هي فلسفة قومية دمشقية، ولكنني سأشير بشكل خاص إلى عبارتين:
“لتقطع أوصال سورية وتفصل شمالها عن جنوبها كما فصلت أو كادت شمالها الشرقي عن سائر جسدها الطاهر“
“جرابلس أخت منبج وعين العرب والحسكة والرقة ودير الزور وساحل سورية وشمالها وجنوبها وواسطة العقد فيها دمشق؛ كلّهن مدن سورية”
كاتب البيان يقول أن الدويلة الدمشقية لها “جسد طاهر”. هل هكذا وصف هو نابع من خلفية إسلامية؟ أم أنه من نابع من خلفية فاشية؟
أنا لا أستسيغ استخدام مثل هذه التعبيرات الفاشية في أية دولة من دول العالم. حتى أميركا (التي هي أعظم دولة في العالم) لا ينبغي أن يقال أن لها جسدا طاهرا.
المفارقة هي أن بيان الإخوان يتحدث عن الدويلة الدمشقية، التي هي ليست دولة حقيقية وإنما مجرد منطقة عازلة أسستها بريطانيا بهدف حماية الكيان الصهيوني. كيف يمكن وصف هذه المنطقة العازلة البريطانية بأنها ذات جسد طاهر؟
كاتب البيان يقول أيضا أن دمشق هي “واسطة العقد” في سورية. هذا التعبير هو دليل واضح على أن كاتب البيان مهووس بدمشق.
جماعة الإخوان تنطق بلسان أردوغان. هناك مصلحة لأردوغان في تبني الخطاب القومي الدمشقي. هذا الخطاب يمكن أن يساعد أردوغان على تطويع معارضة الائتلاف وإعادتها إلى حضن ذيل الكلب.
أردوغان سيقول لمعارضة الائتلاف: اذهبوا إلى حضن ذيل الكلب لكي تنقذوا الجسد الطاهر وواسطة العقد.
أنا أعلم أن كثيرين من معارضي الائتلاف سوف يتأثرون بهذه الترهات، لأنهم تربوا عليها منذ صغرهم وهي مزروعة في ضمائرهم، ولكنني أرجو من عقلائهم أن يستخدموا عقولهم بدلا من عواطفهم. هل يعقل بعد كل ما حصل في سورية أن تعودوا إلى حضن ذيل الكلب بحجة واسطة العقد؟
كيف يمكن لحمصي أن يعود مجددا إلى حضن ذيل الكلب الذي دمر حمص؟ كيف يمكن عقلا أن تعترفوا بسيادة ذيل الكلب على حمص؟ كيف يمكن لمن نكب المدينة ومحاها أن يكون حاكما لها؟ هل يعقل أن تقبلوا بهكذا ذل وهوان بحجة أن دمشق هي واسطة العقد؟
السطر الأخير من بيان الإخوان يطالب بإسقاط نظام الأسد “بكافة أركانه ورموزه وأجهزته الأمنية”. هذا المطلب يتناقض كليا مع الخطاب التركي الحالي. الأتراك يقولون حاليا أن ذيل الكلب سيبقى. هذا السطر الوارد في نهاية بيان الإخوان هو مجرد نفاق وخداع.
لو كان أردوغان يملك نية إسقاط ذيل الكلب لكان الإيرانيون والروس أقاموا الدنيا ولم يقعدوها بسبب دخوله إلى سورية.
مع ذلك… فالسعادة ظاهرة عليك منذ اليوم الأول لدخول العصملي إلى سوريا…
لا تنكر…
فهذه اللحظة كنت بانتظارها منذ 6 سنوات…
فخلال الست سنوات الماضية كان صاحب هذه المدونة يطربنا بمطالبته العثمانيين الجدد بالدخول إلى بلده.. خل هناك أوقح من ذلك..
اليوم تحققت أحلامه..
أعتقد أنك تنام قرير العين.. أعتقد أنك أسعد إنسان بالعالم…
هذا هو الشعور الحقيقي للتافه الذي يتحقق حلمه بأن يدخل الغريب إلى بلده…