تركيا سوف تعيد معارضة الائتلاف إلى حضن ذيل الكلب وسوف تساعد إيران على احتلال محافظة حلب.
ولكن الأتراك لا يتحدثون عن عمليات عسكرية شرق نهر الفرات. هم يقولون أنهم سيحتلون محافظة حلب، ولكنهم لا يقولون شيئا عن احتلال الجزيرة.
هم على الأغلب يراهنون على “الحل السياسي” للسيطرة على الجزيرة. هم سيعيدون معارضة الائتلاف إلى حضن ذيل الكلب، وبعد ذلك سوف يقولون أن ذيل الكلب هو الحاكم الشرعي لسورية، وبناء على ذلك هم سيدعمون ذيل الكلب لغزو الجزيرة.
هذه قضية مهمة يغفل عنها الأكراد السوريون. هم لا يفهمون مدى الخطورة التي يمثلها ذيل الكلب عليهم.
ذيل الكلب يدعي أنه يملك “صك تمليك” بكل سورية، بما في ذلك الجزيرة. الأتراك يريدون إعادة الائتلاف إلى حضن ذيل الكلب لأنهم يريدون شرعنة صك التمليك الذي يدعي ذيل الكلب أنه يملكه. الأتراك يريدون الاستفادة من هذا الصك المزعوم لتبرير مهاجمة الجزيرة واحتلالها.
لا يمكن لأي مشروع سياسي أن ينجح في الجزيرة وشمال سورية دون هزيمة ذيل الكلب. إذا أراد الأكراد أن يربحوا هذه الحرب فيجب عليهم أن يوسعوا تفكيرهم خارج القمقم الكردي ويجب أن يضعوا استراتيجية لهزيمة ذيل الكلب في سورية بأكلمها وليس فقط في المناطق الكردية.
طبعا هذه حرب صعبة، لأنها حرب ضد إيران وتركيا وروسيا، ولكن الأكراد يملكون إلى جانبهم أميركا، وفي المستقبل من الوارد أنهم سيكسبون آل سعود أيضا.
الأكراد يشعرون الآن بمرارة بسبب ضياع محافظة حلب، ولكن ضياع هذه المحافظة لا يعني خسارة الحرب. قسد ما زالت تملك أوراقا مهمة: هي ما زالت مدعومة من أميركا، وهي تسيطر على محافظة كاملة هي الحسكة، والأميركان سيدعمونها للسيطرة على محافظة أخرى هي الرقة.
أهمية قسد سوف تزداد كثيرا لو نجحت في التمدد إلى دير الزور والسيطرة عليها. لو حصل هذا فهو سيكون بمثابة خازوق حقيقي لأردوغان والخامنئي. السيطرة على دير الزور تعني أن قسد ستسيطر على الحدود السورية-العراقية، وستملك حدودا مع الأردن.
يجب على قسد أن تفكر جديا في التمدد نحو دير الزور. هذا أهم من السيطرة على مدينة الرقة.
رأيي المتواضع هو أن قسد يجب أن تفتح جبهتين: واحدة باتجاه مدينة الطبقة في محافظة الرقة وأخرى باتجاه مدينة البوكمال في محافظة دير الزور. السيطرة على هاتين المدينتين هي أهم من السيطرة على مدينة الرقة. معركة الرقة ستكون معركة ضخمة وستستغرق وقتا طويلا. لا توجد مصلحة لقسد في فتح هذه المعركة حاليا. الأولى هو التمدد باتجاه محافظة دير الزور.
نجاح هذه الخطط يتطلب تعاون العرب في القسم الشرقي من سورية مع قسد. هذا التعاون يمكن أن يحصل إذا انخرط آل سعود بشكل أكبر في دعم قسد. آل سعود سيكون لهم دور مفصلي في المرحلة القادمة: إذا استمروا في مداهنة تركيا فسوف تسقط سورية بأكملها في قبضة إيران، ولكن إذا بدأوا بانتهاج سياسة مستقلة فإن الحرب لن تسير لمصلحة إيران وأردوغان.