أسوأ ما في الغزو التركي لسورية هو أنه يجري بالتنسيق مع ذيل الكلب وإيران وروسيا.
أنا شخصيا لا أمانع الغزو التركي لو كان يهدف للإطاحة بذيل الكلب. في الماضي كتبت أكثر من مرة أنني مستعد لتأييد تدخل عسكري تركي ضد ذيل الكلب حتى ولو ذهب الأكراد ضحية هذا التدخل.
ولكن ما يجري الآن هو شيء مختلف تماما. الأتراك يدخلون إلى سورية بناء على صفقة خسيسة مع إيران وروسيا.
الأتراك باعوا سورية لإيران وروسيا مقابل النيل من الأكراد.
هذه الصفقة هي مؤذية لأميركا، لأنها تعني عمليا طرد أميركا من سورية، مع العلم أن أميركا هي الآن موجودة بقوة في سورية عبر قسد.
المفارقة الغريبة هي أن تركيا، التي هي عضو في حلف الناتو وحليف وثيق لأميركا، تتدخل في سورية بهدف ضرب النفوذ الأميركي ووضع سورية بالكامل في قبضة إيران وروسيا.
المسألة لا تقتصر على سورية فقط. ما يجري الآن يهمش الدور الأميركي في كل الشرق الأوسط، بل وحتى في العالم بأسره. إذا كان الأتراك والإيرانيون والروس يستطيعون طرد أميركا من سورية فما الذي يمنعهم من تكرار نفس الأمر في بلاد أخرى؟ ما الذي يمنع تكرار نفس الأمر في مناطق أخرى من العالم؟
هذا شيء خطير جدا. أميركا هي ليست ضعيفة إلى درجة أن تسكت على مثل هذا الأمر. قبل أيام رأينا كيف أن أميركا انتفضت وتدخلت بقوة في أحداث الحسكة. أنا واثق من أن أميركا لن تسكت على ما يجري الآن ولن تسمح لأردوغان بأن يحقق ما يسعى إليه.
يجب ألا ننسى آل سعود أيضا. صحيح أن آل سعود هم الآن منشغلون في اليمن، ولكن القضية السورية بالنسبة لهم هي قضية مهمة. أنا لا أصدق بأن آل سعود سيسكتون على ما يجري الآن في سورية.
الأميركان وآل سعود سوف يردون على تركيا وإيران وروسيا. يجب أن ننتظر لكي نرى ردهم.