ما هو الدور الذي سيلعبه برزاني في المؤامرة على أكراد سورية؟

برزاني سيذهب إلى أنقرة للقاء أردوغان.

اليوم نشرت وكالة الأناضول تصريحات منسوبة إلى “عبد الحكيم بشار”، الذي هو مندوب برزاني في سورية.

أقل ما يقال في هذه التصريحات هو أنها معادية للكرد. هي تصريحات عدائية سواء من حيث محتواها (الذي يتجاوز الحد المقبول للمعارضة) أم من حيث زمانها (في عز التآمر الإقليمي على الكرد السوريين) أم من حيث الجهة التي تنشرها (وكالة الأناضول الرسمية التركية).

أظن أن عبد الحكيم بشار سيبرر تصريحاته هذه بموقفه المعارض لحزب PYD، ولكن هذا بصراحة تبرير غير مقبول.

هذه مشكلة معتادة لدى البرزانيين سبق أن تحدثت عنها في مقالات سابقة. هم يخلطون بين الخيانة والمعارضة، مع أن هذين مفهومان منفصلان.

يحق لك أن تعارض حزب PYD، ولكن كيف يمكن أن تصل بك الصفاقة إلى درجة أن تقول بأن الحرب الجارية في الحسكة هي مجرد مسرحية؟

الحرب هي ليست مزحة. هناك أناس يضحون بأرواحهم ويموتون في الحرب. عندما تصف ما يجري بأنه مسرحية فهذا يدل على أنك لا تكن أي احترام لمن يموتون في تلك الحرب، وبالضرورة أنت أيضا لا تهتم بنتيجة الحرب، بمعنى أنك لا ترى فرقا بين انتصار الأكراد وبين انتصار ذيل الكلب والأتراك والإيرانيين. لو كانت نتيجة الحرب تعني شيئا بالنسبة لك لما كنت تحدثت عنها بهذا الأسلوب التهريجي الذي يستخف بالعقول.

التهريج والتنكيت السياسي يمكن أن يكون مقبولا إلى حدود معينة، ولكن ليس في ظروف خطيرة كالظروف الحالية. هناك الآن مؤامرة كبيرة تستهدف الأكراد يشارك فيها الأتراك والإيرانيون والروس إلى جانب ذيل الكلب. هل هذه الظروف الخطيرة هي مناسبة للتهريج والتنكيت؟

من يقول كلاما مثل الكلام الذي يقوله عبد الحكيم بشار يمكن أن يحارب إلى جانب الأتراك ضد الأكراد السوريين. هذا ليس أمرا مستبعدا.

برزاني سبق أن حارب إلى جانب الأتراك ضد أكراد تركيا.

أنا أظن أن تركيا تضغط على برزاني لكي يزج بـ “بيشمركة روج آفا” في الحرب ضد الأكراد السوريين.

إذا قرر برزاني أن يحارب الأكراد السوريين إلى جانب تركيا فهذا سيدمر سمعته في العالم الكردي (وحتى في العالم غير الكردي. كل البشر سوف يقولون عنه أنه مجرد خائن). هل برزاني هو الآن مضطر للقيام بعمل كهذا؟ لا أظن ذلك.

إذا قرر برزاني دخول الحرب إلى جانب تركيا فهو على الأغلب سيطلب ثمنا من الأتراك في مقابل ذلك.

لا أدري ما هو الثمن الذي قد يمنحه الأتراك لبرزاني، ولكن من الممكن مثلا أن يمنحوه الثمن التالي: هم قد يسمحون له بتأسيس إقليم كردي انفصالي في منطقة القامشلي. هذا الإقليم سيتحول إلى امتداد للإقليم الكردي العراقي.

الإقليم المفترض سيكون تحت سلطة برزاني، وبالتالي هو سيكون معاديا لحزب PKK التركي.

إذا قرر برزاني خوض حرب ضد حزب PYD فهو سيحتاج إلى إسناد عسكري تركي. من هنا يأتي حرص برزاني وأتباعه على وصم حزب PYD بأنه تابع لنظام ذيل الكلب. ترويج هذه التهمة يهدف للتغطية الإعلامية على التعاون بين البرزانيين وتركيا.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s