مهزلة: منطقة آمنة تركية في سورية بالتنسيق مع روسيا وإيران!

المخطط التركي في سورية بات واضحا.

هو لا يختلف عما ذكرته سابقا. تركيا تسعى لاحتلال جزء من شمال سورية وفق مؤامرة قذرة مع روسيا وإيران وذيل الكلب.

الأتراك يطلقون مسمى “المنطقة الآمنة” على المنطقة التي سيحتلونها، ولكنني لا أدري ما هو مغزى هذه التسمية. المقصود بالمنطقة الآمنة هو منطقة محمية من ذيل الكلب وإيران، وليس منطقة سيتم تأسيسها بالتنسيق مع ذيل الكلب وإيران.

ذيل الكلب وإيران وروسيا لن يسمحوا لتركيا بتأسيس منطقة آمنة إلا إذا ضمنوا بأن هذه المنطقة ستكون تحت سيادة ذيل الكلب. الأتراك ليست لديهم مشكلة في ذلك. هم سيقبلون ببقاء ذيل الكلب لمرحلة انتقالية مزعومة (هذه المرحلة الانتقالية المزعومة ستمتد إلى عهد حافظ الثاني ابن بشار).

ما يجري الآن في شمال سورية هو ليس أكثر من مؤامرة قذرة. هي إحدى أقذر المؤامرات التي عرفها تاريخ الشرق الأوسط. هذه المؤامرة لا تستهدف الأكراد كما يزعم الأتراك: المتضرر الأكبر من هذه المؤامرة هم حتما العرب في سورية وليس الأكراد.

الأكراد لن يخرجوا من المولد بلا حمص. مهما حصل فإن الأكراد سيخرجون من الأزمة ببعض المكاسب. على الأقل هم سيحتفظون بما حققوه في منطقة الجزيرة.

الكارثة الحقيقية ستحل بالعرب في سورية وليس بالأكراد. العرب سيعانون من احتلال إيراني لا يعرف أحد متى سينتهي.

الأمل الوحيد لهزيمة الاحتلال الإيراني هو عبر قسد. الأتراك يريدون ضرب قسد لمصلحة الاحتلال الإيراني. هذا هو ما يجري ببساطة.

آل سعود ليسوا مرتاحين لهذا التآمر التركي مع إيران (كما يظهر من بعض المقالات التي قرأتها في إعلامهم)، ولكن آل سعود لا يفعلون شيئا ضد المؤامرة التركية-الإيرانية. هم يداهنون تركيا إعلاميا. على ما يبدو فإن آل سعود هم حريصون على إبقاء علاقات جيدة مع تركيا رغم كل شيء. هذا قد يعني أن آل سعود انسحبوا فعليا من الأزمة السورية وقرروا ترك سورية للاحتلال الإيراني كما تريد تركيا. آل سعود ربما يشعرون بضغط كبير من جهة اليمن ولهذا السبب هم قرروا الانسحاب من سورية.

إذا كان هذا هو بالفعل موقف آل سعود فلن يكون مستغربا إن تغير موقف “هيئة المفاوضات” في الرياض ووافقت هذه الهيئة قرييا على العودة إلى حضن ذيل الكلب بزعم المرحلة الانتقالية.

في رأيي أن الأكراد السوريين يجب ألا يخافوا كثير مما يجري الآن. إذا سيطر الأكراد وحلفاؤهم على منطقة الجزيرة فسيكون من الصعب جدا إعادة هذه المنطقة مجددا إلى الاحتلال الإيراني. الأميركان لديهم بالفعل بعض القوات في الجزيرة، وهم الآن يفرضون ما يشبه الحظر الجوي هناك. الأكراد سيخرجون رابحين على كل حال. الخاسر الحقيقي لن يكون الأكراد وإنما معارضة الائتلاف. تلك المعارضة ستعود إلى وضع أسوأ من الذي كانت فيه قبل الثورة السورية.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s