كنا نتساءل عن الهدف التالي لقوات سوريا الديمقراطية بعد منبج. على ما يبدو فإن الجواب هو مدينة الحسكة.

بالأمس قال متحدث باسم قسد أن طيران التحالف الدولي أوقف غارات ذيل الكلب على مدينة الحسكة، ثم قرأنا عن وصول مجموعة من المارينز الأميركي إلى مبروكة في غرب محافظة الحسكة بهدف نزع ألغام. وصول المارينز إلى تلك المنطقة تزامن مع إرسال قسد لأرتال كبيرة من محافظة الرقة إلى تلك المنطقة، وهذه الأرتال ستتوجه على الأغلب إلى مدينة الحسكة. إذن وصول المارينز إلى مبروكة يهدف في الحقيقة لتغطية أرتال قسد المتجهة نحو مدينة الحسكة ومنع ذيل الكلب من قصفها.

هذه مؤشرات على أن التحالف الدولي هو منخرط في معركة الحسكة. بالتالي يبدو أن مدينة الحسكة هي الهدف التالي للتحالف الدولي بعد منبج. هذه نقلة نوعية في عمليات التحالف الدولي لأنها المرة الأولى التي يقوم فيها التحالف بتحرير مدينة من ذيل الكلب وإيران.

بالنسبة للتحليل السياسي فمن الممكن أن تقال الكثير من الأمور. من الممكن مثلا أن يقال ما يلي: ما يجري في الحسكة هو رد أميركي على القصف الروسي لحلب انطلاقا من همدان الإيرانية.

أنا أفضل أن أنظر إلى ما يجري بوصفه ردا أميركيا على كل المتغيرات الأخيرة في الشرق الأوسط. الحضور الأميركي في الشرق الأوسط تلقى صدمة بسبب التآمر التركي مع روسيا وإيران. هذا التآمر هو أولا غير أخلاقي، لأنه يستهدف النيل من الشعب السوري (سواء الأكراد أم العرب)، وثانيا هو يستهدف تهميش دور أميركا في المنطقة. أردوغان يريد أن يتجاهل الأميركان وأن يقرر مصير الشرق الأوسط بالتآمر مع روسيا وإيران. الأميركان لن يتفرجوا على هذه المؤامرة وهي تنجح. هم سيتحركون لإفشالها.

الأميركان ينقلون رؤوسهم النووية من قاعدة إنجرليك نحو أوروبا، وفي نفس الوقت هم يعززون حضورهم في المناطق الكردية السورية. هذا على ما يبدو هو عقاب أميركي لتركيا. الأميركان سيعززون علاقاتهم مع الأكراد على حساب تركيا.

أظن أن هذا التوجه يريح ضمير الأميركان. الحلف الأميركي الوثيق مع تركيا كان مزعجا لأنه كان يرغم الأميركان على تجاهل جرائم تركيا الكبيرة بحق الأكراد، وأيضا الأميركان كانوا لا يستطيعون أن يقولوا الكثير عن سلطوية أردوغان وانتهاكاته.