جيش الفتح حقق تقدما كبيرا في محافظة إدلب وفي ريف حلب الجنوبي.

لو أن جيش الفتح تابع التقدم في ريف حلب الجنوبي لكان شكل خطرا كبيرا على ذيل الكلب وإيران في حلب. كان من الممكن لجيش الفتح أن يصل إلى السفيرة وخناصر، وكان من الممكن أيضا أن يصل إلى ريف حماة الشرقي وسلمية. تلك السيناريوهات كانت ستشكل خطرا وجوديا على ذيل الكلب وإيران في حلب.

ولكن كما توقعت: جيش الفتح نسي معارك الريف وبات جل همه هو اقتحام الأحياء الغربية من مدينة حلب.

هذا هو نفس الفخ المميت الذي سقط فيه من سبقوا جيش الفتح من فصائل الائتلاف في محافظة حلب. هم أدخلوا أنفسهم في حرب عبثية طمعا في غنائم مدينة حلب، وفي النهاية لم يحصلوا على تلك الغنائم وكان مصيرهم هو الهزيمة والحصار.

رغم أن ذيل الكلب هجر معظم سكان مدينة حلب إلا أن المدينة لا تزال تحوي عددا كبيرا نسبيا من الناس، ومعظم هؤلاء هم معارضون بشدة لجيش الفتح. بعض هؤلاء سوف يختارون حمل السلاح والقتال ضد جيش الفتح بدلا من ترك منازلهم والنزوح. هذا حصل من قبل، وهو سيحصل بشكل أكبر إذا تمكن جيش الفتح من تحقيق تقدم في الأحياء الغربية.

جيش الفتح يريد الحصول على غنائم من بيئة ضخمة معادية له. النتيجة على الأغلب ستكون هزيمته. الميزة الأساسية لجيش الفتح ضد ذيل الكلب وإيران هي عديده البشري. هذه الميزة تضيع من جيش الفتح بسبب طمعه في غنائم حلب. جيش الفتح يجبر سكان مدينة حلب على حمل السلاح ضده. في النهاية سيجد جيش الفتح نفسه يقاتل ضد أبناء مدينة حلب بدلا من أن يكون قتاله ضد النصيرية والرافضة كما يسميهم.

باختصار، نفس القصة القديمة تتكرر مجددا. جيش الفتح لم يعتبر من درس الفصائل التي سبقته في محافظة حلب.

كان الأحرى بجيش الفتح أن يعف عن غنائم مدينة حلب وأن يركز على تحرير الريف الجنوبي لحلب والريف الشرقي لحماة. تحرير تلك الأرياف يعني سقوط مدينة حلب بشكل تلقائي.

ثَم مشكلة أكبر وهي أن من يحملون السلاح إلى جانب ذيل الكلب في حلب سوف يأتون لاحقا إلى إدلب لكي يقاتلوا جيش الفتح في عقر داره. جيش الفتح هو كمن يذهب إلى بيت الدب ويأتي به إلى كرمه.