الإعلام العربي (كعادته) حاول أن يصور ما حدث في العراق مؤخرا على أنه أمر سيء.
بعضهم وصف ما حدث بأنه “أزمة جديدة في العراق” ونحو ذلك.
أنا لم أر فيما حدث في العراق أزمة.
تخيلوا لو أن جهة سياسية لبنانية اتهمت رئيس البرلمان اللبناني بالفساد (وهو متهم فعلا بالفساد لدى قطاع عريض من اللبنانيين). ما الذي كان سيحدث؟ إما أن تلك القصة كانت ستطوى من أساسها ولا أحد سيهتم بها، أو أنها كانت ستتحول إلى أزمة تشل البلد لسنوات وتتطلب تدخلا دوليا لحلها.
ما حدث في العراق فيه عدة جوانب إيجابية غير معتادة في العالم العربي:
-مجيء وزير الدفاع إلى البرلمان لاستجوابه هو بحد ذاته أمر نادر وغير معتاد في العالم العربي (في العالم العربي حتى لو حصل استجواب كهذا فإنه في الغالب يكون مجرد مسرحية).
-اتهام رئيس البرلمان بالفساد هو أمر غير معتاد.
-المجتمع السياسي العراقي أخذ الاتهام لرئيس البرلمان بجدية وكان متوثبا لمحاسبته. هذا غير معتاد.
-رئيس البرلمان خضع لتحقيق قضائي. هذا غير معتاد.
-القضية انتهت بسلاسة وبآلية دستورية، دون حصول شلل أو أزمة أو صدام أو أية مشكلة تذكر.
ما حصل في العراق هو سيناريو ديمقراطي جميل عز نظيره في العالم العربي.