قسد تظهر في الإعلام الغربي بصورة إنسانية جميلة.
هذه صورة رأيتها قبل قليل على موقع تويتر:
الصورة هي لمقاتلة في قسد تحضن طفلا مصابا في منبج بعد تلقيه العلاج.
هذا مقطع رأيته قبل فترة:
المقطع يظهر امرأة في منبح تحرق النقاب الداعشي بعدما تحررت بفضل قسد.
أنا رأيت العشرات أو المئات من أمثال هذه الصور والمقاطع خلال حملة منبج وقبلها.
هذا مقال يتعلق بمستقبل منبج السياسي. المقال يبين كيف أن الأكراد جمعوا زعماء عشائر منبج وناقشوا معهم آلية إدارة المدينة. من المقال يتبين أن الأميركان لهم دور في هذه العملية.
اليوم بحثت عن أخبار منبج باللغة العربية على تويتر. المفارقة هي أنني لم أجد أي خبر جيد. كل ما وجدته هو شتائم لقسد واتهام لها بالكفر وبالإلحاد، وبأنها دمرت منبج، وبأنها تقوم بتهجير سكان منبج واعتقالهم وسرقتهم، وهكذا.
هناك تناقض صارخ بين الصورة التي نراها في الإعلام الدولي وبين الصورة التي نراها في تويتر العربي.
أنا شخصيا لا أصدق أن مقاتلي قسد لا يرتكبون أية انتهاكات. مقاتلو قسد لم يأتوا من سويسرا. قسد هي عبارة عن ميليشيات سورية، ونحن نعلم ما هي الثقافة السورية فيما يتعلق بحقوق الإنسان. لا بد أن مقاتلي قسد يرتكبون تجاوزات وانتهاكات. ولكن نظرا لطبيعة قسد وظروفها أنا أظن أن انتهاكاتها هي أقل بألف مرة من انتهاكات مقاتلي الائتلاف (قسد هي ميليشيات منظمة، وهي تتعاون مع التحالف الدولي. هناك قوات أجنبية تساعد قسد وتقدم لها المشورة. هناك صحفيون أجانب يغطون معارك قسد يوميا. ليس من الوارد عقلا أن قسد تقوم بانتهاكات لحقوق الإنسان كتلك التي يقوم بها مقاتلو الائتلاف. أنا أظن أن انتهاكات قسد لا تصل إلى 1% من الانتهاكات التي يرتكبها مقاتلو الائتلاف).
كثير من المزاعم التي تطلقها معارضة الائتلاف ضد قسد هي كلام فارغ. انظروا مثلا إلى هذا الكلام:
صحفي سوري مؤيد للائتلاف يعمل في BBC العربية يزعم أن الأكراد يمنعون مقابلة العرب في منبج، فيسخر منه صحفي أوروبي بوضع صور لأشخاص عرب قابلهم في منبج.
المرء لا يحتاج لكثير من البحث حتى يدرك أن انتقادات الائتلاف لقسد هي منحازة وغير موضوعية. هم يتصيدون انتهاكات قسد ويضعونها تحت المجهر ولا يظهرون شيئا سواها. هم يتجاهلون كليا الأمور الإيجابية التي تفعلها قسد.
هم يفعلون العكس تماما عندما يتعلق الأمر بمقاتلي الائتلاف. كثير جدا من مقاتلي الائتلاف هم عبارة عن إرهابيين. إرهابيو الائتلاف لا يعترفون أصلا بأن ما يقومون به هو انتهاكات. هم يتباهون بانتهاكاتهم ولا يخجلون منها. آخر مثال هو إطلاقهم اسم “إبراهيم اليوسف” على معركة حلب. هذه التسمية فيها تأييد ضمني للمجزرة التي ارتكبها إبراهيم اليوسف وافتخار بها (هم لا يخفون افتخارهم بالمجزرة. مواقعهم الإلكترونية نشرت مقالات تشيد بإبراهيم اليوسف خلال الأيام الماضية، ومنها موقع قناة “الجزيرة”).
صحفيو الائتلاف لا يرون شيئا من انتهاكات مقاتلي الائتلاف، رغم أن هذه الانتهاكات هي من الكثرة بحيث أنك لا تكاد تجد أحدا في العالم ما زال ينظر إلى الائتلاف ومقاتليه بإيجابية. هناك في الرأي العام الدولي نفور كبير من الائتلاف ومقاتليه. سبب ذلك هو ليس انحيازا ضد العرب السنة كما يزعم مؤيدو الائتلاف. السبب هو أن انتهاكات الائتلاف هي كثيرة جدا ومريعة جدا والعالم لم يعد قادرا على التعايش معها.
جماعة الائتلاف هم غارقون في بركة عميقة من القاذورات والنجاسة، ولكنهم لا يرون النجاسة التي هم غارقون فيها. كل ما يرونه هو انتهاكات الأكراد.
ينطبق عليهم قول المسيح:
لماذا تَنظُرُ إلى القَشَّةِ في عَينِ أخيكَ ولا تُبالي بالخَشَبَةِ في عَينِكَ؟ بل كيفَ تقولُ لأخيكَ: دَعْني أُخرج القَشَّةَ مِنْ عَينِكَ، وها هيَ الخَشبَةُ في عينِكَ أنتَ؟ يا مُرائي، أخْرجِ الخشَبَةَ مِنْ عَينِك أولًا.