أميركا تصب الماء البارد على غزوة إبراهيم اليوسف

مندوبة أميركا في مجلس الأمن قالت أن معركة حلب لن تنتهي قريبا.

موقع دبكا الإسرائيلي نشر مقالا يقول نفس الكلام. الموقع مضى أبعد من ذلك وزعم أن غزوة إبراهيم اليوسف نجحت في اختراق الراموسة لأن الروس امتنعوا عن التدخل لدعم الأسد، ولو أنهم تدخلوا لما كانت الراموسة سقطت! حسب الموقع فإن بوتين قرر بشكل مسبق تسليم الراموسة لجيش الفتح! مع احترامي لمن يصدقون هكذا كلام، ولكن هذا الكلام هو مجرد تهريج ولا يمكن أن يكون صحيحا. لو كان الروس يستيطعون أن ينقذوا ذيل الكلب في الراموسة لكانوا أنقذوه ولما ترددوا في ذلك. ما حدث في الراموسة هو خازوق كبير لذيل الكلب وإيران. هذا ليس أمرا بسيطا حتى يتم تحليله بهذه الخفة.

مندوب مصر في مجلس الأمن اتهم المجتمع الدولي بالتراخي في قصف جبهة النصرة وحلفاءها. هو طالب بوضع حلفاء جبهة النصرة على لائحة الإرهاب الدولية. هو عمليا طالب بوضع جيش الفتح على لائحة الإرهاب الدولية.

كل هذا الكلام يهدف لأمرين:

-التقليل من شأن جيش الفتح وإنجازاته بهدف حرمانه من الشعبية.

-التمهيد الإعلامي لقصف جيش الفتح وتدميره.

موقف الأميركان من جيش الفتح هو ليس سرا، ولكن السؤال هو: من هي الجهة التي ستحل محل جيش الفتح بعد تدميره؟

إذا كان الأميركان وغيرهم يفكرون في دعم ذيل الكلب والاحتلال الإيراني ضد جيش الفتح فهذه مؤامرة دولية قذرة سوف تنتهي بنهاية سيئة جدا. إذا قام الأميركان بأي إجراء يضعف جيش الفتح أمام ذيل الكلب والاحتلال الإيراني فهذا سوف يزيد من التأييد الشعبي لجيش الفتح على نحو رهيب وغير مسبوق. جيش الفتح سوف يتحول إلى ظاهرة جارفة أخطر بكثير من داعش.

أنا أظن أن الأميركان يفهمون جيدا أبعاد المشكلة. هم يتعرضون لضغوط من دول كثيرة بهدف دعم ذيل الكلب والاحتلال الإيراني ضد جيش الفتح، ولكنهم تجنبوا ارتكاب هذا الخطأ حتى الآن.

تخيلوا لو أن أميركا قررت الآن أن تساعد روسيا في قصف جيش الفتح. كيف سيكون رد الفعل الشعبي؟ سوف تنشأ موجة غضب عارمة جدا ضد أميركا في العالم الإسلامي. لماذا يورط الأميركان أنفسهم في شيء كهذا؟ هم لن يفعلوا ذلك.

حاليا هم سيكتفون بصب الماء البارد إعلاميا على إنجازات جيش الفتح. هم سيحاولون التقليل من شأن جيش الفتح وصرف الناس عنه. هذا العمل هو ليس عملا سيئا، لأن جيش الفتح هو بالفعل منظمة إجرامية يجب تنفير الناس منها.

أنا شخصيا لا أحب جيش الفتح، ولكن مبدئي (الذي شرحته سابقا) هو اختيار أهون الشرين. إذا كان الخيار بين جيش الفتح وذيل الكلب فالأفضل هو جيش الفتح. إذا كان الخيار بين داعش وذيل الكلب فالأفضل هو داعش. إذا كان الخيار بين جيش الفتح وقوات سوريا الديمقراطية فالأفضل هو الثانية. كل هذه القوى هي ليست ديمقراطية، وكلها متورطة في انتهاكات لحقوق الإنسان، ولكن ليس من المعقول أن نساوي بين من دمر ملايين الناس وبين من قتل بضعة آلاف من الناس. كل ضحايا داعش والائتلاف وقوات سوريا الديمقراطية لا يساوون 1% من ضحايا ذيل الكلب. ذيل الكلب دمر في سورية ما لا يقل عن 10 ملايين إنسان. أين هم البقية من ذلك؟ البقية هم قطط أليفة بالمقارنة مع ذيل الكلب ورعاته الإيرانيين.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s