مستقبل سورية بعد طرد إيران وبشار الأسد من حلب

محتويات هذا المقال وردت في مقالات سابقة، ولكنني سأعيدها باختصار.

مدينة حلب لن تتحول إلى “بنغازي”. هي لن تتحول إلى تهديد سياسي لذيل الكلب. ولن تتحول إلى عاصمة لدويلة جديدة.

ما سيحصل في حلب هو نفس ما حصل سابقا في إدلب. سوف يحصل ما يشبه التطهير العرقي ضد مؤيدي ذيل الكلب وضد العلويين والشيعة، وربما أيضا ضد الأكراد بحجة علاقتهم بحزب PYD. سوف يقوم جيش الفتح بتأسيس محاكم شرعية وتطبيق الشريعة.

عدد مؤيدي ذيل الكلب في مدينة حلب هو كبير، وهناك أحقاد وثارات ضخمة في المدينة لأن الحرب تدور فيها منذ سنوات. المتوقع هو أن تجري الدماء أنهارا وأن تحصل انتهاكات لحقوق الإنسان لم يحصل مثلها من قبل في التاريخ السوري الحديث. ذيل الكلب يتحمل المسؤولية الكاملة عن كل ما سيحصل. المجازر التي ستحصل لن تكون مفاجآت. هي شيء متوقع وأنا كنت أحذر منها طوال الأيام الماضية. ذيل الكلب هو مستمر بتضليل أتباعه وتخديرهم ويبدو أنه لن يتوقف عن ذلك حتى تنفصل رؤوسهم عن أجسادهم. هو لا يريد أن يترك لهم فرصة للنجاة. هو يريد أن يجعل منهم عبرة لغيرهم من مؤيديه. هو يريد أيضا أن يصدم المجتمع الدولي. هو سوف يحمل الأميركان وغيرهم مسؤولية المجازر وسيسعى لاستثمار ذلك بهدف تعويم نفسه سياسيا.

أنا آمل أن الكارثة التي ستحل بسكان حلب ستقنعهم أخيرا بأن ذيل الكلب هو مجرد ذيل كلب. هو ليس إلها ولا حتى نصف إله. هو مجرد لص خسيس كان يريد البقاء في حلب لكي يتمكن من الاستمرار في سرقة من فيها. ذيل الكلب هو الذي أوصلكم إلى هذه الكارثة. هو الذي أدخل المتمردين إلى المدينة منذ البداية، وهو الآن يسلم رقابكم لهم.

المجتمع الدولي لن يدعم الحكومة “الإسلامية” المجرمة التي ستتأسس في مدينة حلب. الأميركان يضغطون على آل سعود منذ الآن لمهاجمة جيش الفتح والتقليل من شأن ما صنعه في حلب. من يتخيل أن الأميركان أو آل سعود سيدعمون الوضع الجديد في حلب هو واهم.

الموقف التركي هو غامض وملتبس. كثيرون يزعمون أن تركيا كانت مهتمة بتخليص مدينة حلب من ذيل الكلب، ولكن كل المؤشرات الواقعية تدل على العكس. ما يحصل الآن في حلب هو على الأغلب تطور داخلي سوري ليس للأتراك علاقة به (كونهم يقدمون بعض التسهيلات للمقاتلين لا بعني أنهم مسؤولون عما يجري. هم كانوا دائما يقدمون تسهيلات للمقاتلين وهذا ليس بشيء جديد). أنا أشك في أن الأتراك سيملكون الصفاقة لدعم النظام المجرم الذي سيتأسس في حلب. لو فعلوا ذلك فهذا سيضعهم في صدام مع المجتمع الدولي بأسره، أي أنهم سيكررون مجددا سيناريو داعش. هل هم مستعدون لذلك؟ أنا أشك في هذا.

السيناريو الأكثر واقعية هو أن حال حلب سيكون كحال إدلب. لا أحد سيمنح الشرعية للوضع الذي سينشأ في المدينة. الأتراك سيتعاملون معه مثلما كانوا يتعاملون مع الوضع في إدلب.

الأميركان سيستمرون في الضغط بهدف تأسيس حكومة في دمشق لا يترأسها ذيل الكلب، وبعد ذلك يفترض أن تقوم هذه الحكومة بمهاجمة حلب وتدميرها مرة جديدة بحجة تحريرها من المتطرفين. ولكن هذا السيناريو يبدو بعيد المنال. حزب الله ألمح قبل أيام إلى أن تقسيم الكيان السوري هو وارد وأما خلع ذيل الكلب فهو ليس واردا.

إذا تعثر تأسيس حكومة ذات مصداقية في دمشق فهذا لن يترك للأميركان خيارا سوى الاستمرار في دعم قوات سوريا الديمقراطية. المفترض هو أن التأييد الشعبي لهذه القوات سوف يزداد بعدما تنهار مصداقية ذيل الكلب لدى مؤيديه وبعدما تنهار مصداقية الائتلاف لدى بعض مؤيديه. عندما يكتشف مؤيدو ذيل الكلب أنه مجرد ذيل كلب، وعندما يكتشف بعض مؤيدي الائتلاف أنه مجرد عصابة إرهابية، آنذاك لن يبقى خيار أمام هؤلاء سوى دعم قوات سوريا الديمقراطية.

كما وضحنا سابقا: قوات سوريا الديمقراطية هي ليست حزب PYD الكردي. هذه القوات هي عبارة عن تحالف تأسس برعاية أميركية يضم فصائل كثيرة معتدلة. لا يوجد في الحقيقة عذر لأحد في معاداة هذه القوات أو تفضيل الائتلاف عليها. الزعم بأن الأكراد يهيمنون عليها هو كلام بلا أهمية. سبب هيمنة الأكراد على قسد هو أن العرب يحجمون عن الانضمام إليها ويفضلون دعم ذيل الكلب والائتلاف. إذا انضم العرب بكثافة إلى قسد فهي لن تظل تحت هيمنة الأكراد.

الأتراك ربما سيستمرون في معارضة قسد، ولكنني لا أظن أن موقفهم سيكون مهما. حتى تكون للموقف التركي أهمية لا بد أن يطرح الأتراك حلا منطقيا للمشكلة السورية. هم لا يملكون حلا. هم يعارضون دعم قسد ولا يطرحون حلا آخر للمشكلة السورية. هم يريدون ترك المشكلة دون حل ويريدون ترك الإرهاب يستشري. هذا موقف غير منطقي والمجتمع الدولي لن يقبل به.

أفضل سيناريو هو ما يلي:

-توسيع قسد بضم المزيد من العرب إليها.

-الضغط على الأتراك لكي يكفوا عن معاداة قسد ولكي يكفوا عن دعم الائتلاف وإرهابييه.

-دعم قسد لتحرير شمال سورية، ولاحقا تطوير برنامجها السياسي بحيث يشمل تصورا لكيفية إنهاء الاحتلال الإيراني لجنوب سورية.

لا أظن أنه يوجد حل آخر للأزمة السورية غير هذا الحل. كل الطروحات الأخرى هي مجرد كلام في الهواء.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s