سيطرة جيش الفتح على الراموسة كانت متوقعة في هذه المدونة منذ أسابيع.
ولكنني متشكك في قدرة جيش الفتح على الاحتفاظ بالراموسة بعد سيطرته عليها. الأرجح أن هذه المنطقة ستتحول إلى منطقة كر وفر بين جيش الفتح وذيل الكلب.
هناك مسألة مهمة وهي أن جيش الفتح لا يمتلك تخطيطا استراتيجيا حقيقيا. هذا الجيش هو عبارة عن مجموعات كثيرة متناثرة تتحرك على أساس العواطف والغرائز وليس على أساس التخطيط العقلاني.
مقاتلو الائتلاف كانوا يستطيعون السيطرة على ريف حلب الجنوبي (وبالتالي مدينة حلب) منذ أعوام، ولكنهم لم يفتحوا أبدا جبهة في الريف الجنوبي (لعل قراء المدونة يتذكرون أنني لطالما طالبتهم بفتح جبهة هناك).
من فتح جبهة في ريف حلب الجنوبي لم يكن جيش الفتح وإنما إيران. إيران هي التي بدأت بالقتال هناك بهدف الوصول إلى كفريا والفوعة. أنا كتبت آنذاك أن الغزو الإيراني لريف حلب الجنوبي له فائدة مهمة وهي أنه سيجذب جيش الفتح إلى تلك الجبهة.
حتى بعدما جاء جيش الفتح إلى ريف حلب الجنوبي فإنه لم يكن مهتما كثيرا بالسيطرة على الراموسة. بعد انتصارهم الكبير في معركة خلصة هم كانوا يتحدثون عن التوجه نحو بلدة الحاضر وليس الراموسة. السبب الذي جعلهم يتوجهون إلى الراموسة هو قطع ذيل الكلب لطريق الكاستلو.
البعض يظنون أن هناك جهات أجنبية خبيرة تخطط لمقاتلي الائتلاف، ولكن تقييم عملياتهم يبين أنها على الأغلب مجرد عمليات ارتجالية مبنية على عواطف وغرائز وليس على أساس استراتيجية علمية.
السبب الوحيد الذي جعلهم يتوحدون ويهجمون على الراموسة هو قضية الحصار الهزلي الذي فرضه ذيل الكلب على الأحياء الشرقية من حلب.
ما الذي سيفعلونه بعد نجاحهم في كسر الحصار؟
هم على الأغلب سيسعون لاقتحام حي الحمدانية الذي يقيم فيه ضباط “نصيريون”، وبعد ذلك سيسعون للتمدد نحو بقية الأحياء الغربية من حلب. دافعهم سيكون الطمع في الغنائم والبهورة الإعلامية، وأيضا رعاتهم الأجانب سيشجعونهم على اقتحام الأحياء الغربية لأن هؤلاء يبحثون عن نصر دعائي سريع يستفيدون منه سياسيا.
إيران ما زالت تملك مطارا بالقرب من حلب، وهي تملك منطقة السفيرة التي تتصل مع دمشق عبر طريق بري، أي أن إيران لن تكون مهزومة كليا في محافظة حلب حتى بعد خسارتها للراموسة. من الوارد أن الإيرانيين سيستمرون في شحن القوات إلى محافظة حلب وسيسعون لاستعادة الراموسة مجددا. بما أن مقاتلي الائتلاف سيكونون منشغلين بجمع الغنائم ومطاردة مؤيدي ذيل الكلب في مدينة حلب فمن الوارد أن إيران ستتمكن من استعادة الراموسة.
أنا لا أظن أن إيران ستستسلم بالضرورة بعد الهزيمة في الراموسة، ولا أظن أن لمثل هذا الأمر أهمية كبيرة. الشيء الأهم في رأيي هو أن هزيمة إيران في الراموسة ودخول مقاتلي الائتلاف إلى حلب الغربية سوف توقظ مؤيدي ذيل الكلب من سكرتهم التي عاشوا فيها لسنوات. هؤلاء لم يفهموا ما الذي جرى من حولهم وكانوا حتى اليوم يعتقدون أن ذيل الكلب ما زال يحكم سورية وأنه سيسحق الشعب الثائر وسيعيده إلى حضنه. هم يظنون أن ذيل الكلب هو إله. لعل دخول مقاتلي الائتلاف إلى أحيائهم سيقنعهم بأنه ليس كذلك.
أحقر حثالة العالم تقاتل اليوم بحلب…
أطمئن كل المتابعين أن حقراء العالم خارج مدرسة المدفعية… ولن يصلوا إلى محاصرة حلب…
أخبار مؤكدة أن عصابات القاعدة والأخوان خارج كلية المدفعية…. بالكــــــــــــــامل…
فلتهنأ حلب…
وكلام صاحب المدونة ليس إلا إجترار لما تقوله الجزيرة والعربية…
الجيش العربي السوري يمارس حقنا بالقضاء على العدوان…